حركة الجهاد الإسلامي ثاني أكبر جماعة مسلحة في غزة- صورة أرشيفية.
حركة الجهاد الإسلامي ثاني أكبر جماعة مسلحة في غزة- صورة أرشيفية.

بعد الانفجار الذي وقع بمحيط المستشفى الأهلي العربي (المعمداني) في غزة، تبادل كلا من الجيش الإسرائيلي، وحركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية، الاتهامات بالمسؤولية عن الهجوم، فماذا نعرف عن الحركة الحليفة لحماس؟

وقالت إسرائيل إن حركة الجهاد الإسلامي مسؤولة عن الهجوم الذي وقع مساء 17 أكتوبر، وإنها فشلت في إطلاق صاروخ فأصاب المستشفى، بينما نفت الحركة ذلك.

ما هي الجهاد الإسلامي؟

حركة الجهاد الإسلامي، هي ثاني أكبر جماعة مسلحة في غزة، بعد حماس الأكبر حجما، التي تسيطر على غزة وتحكمها منذ عام 2007، وفق تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز".

وتدعم إيران الجماعتين بالتمويل والأسلحة، وتعتبرهما إسرائيل والولايات المتحدة "منظمتين إرهابيتين".

وتأسست حركة الجهاد الإسلامي في الثمانينات في قطاع غزة وتحتفظ بوجود لها في القطاع والضفة الغربية. 

عناصر من الجهاد الإسلامي بغزة في أبريل 2022

وتعتبر الجهاد الإسلامي إحدى الفصائل الفلسطينية المسلحة "الأكثر تطرفا"، وترفض أي عملية سلام سياسية وترى أن النصر العسكري هو الوسيلة الوحيدة لتحقيق هدفها المتمثل في إقامة دولة إسلامية في جميع أنحاء إسرائيل والضفة الغربية وقطاع غزة، حسبما يذكر تقرير  لصحيفة "الغارديان" البريطانية.

ما قوة الحركة؟

من الصعب الحصول على بيانات حديثة عن قوة الجهاد الإسلامي، وتشير تقديرات عام 2021 إلى أن عدد مسلحيها يتراوح بين حوالي ألف وعدة آلاف، وفقا لكتاب حقائق العالم الصادر عن وكالة المخابرات المركزية الأميركية "سي آي إيه".

 

تحصل حركة الجهاد الإسلامي على تمويل وخبرة من إيران- صورة أرشيفية.

ويعتقد المحللون أن حركة الجهاد الإسلامي تمتلك مخزونها الخاص من الصواريخ وقذائف الهاون والقذائف الصاروخية والصواريخ المضادة للدبابات، وشارك جناحها العسكري "سرايا القدس"، في الهجوم على إسرائيل بالسابع من أكتوبر.

ومن شبه المؤكد أنها تحتفظ بقدرات قتالية كافية لإطلاق الصواريخ وكذلك لمحاربة أي قوات إسرائيلية تدخل غزة في هجوم بري.

تحصل حركة الجهاد الإسلامي على تمويل وخبرة من إيران تقدره إسرائيل بعشرات الملايين من الدولارات سنويا، ولها مقرات في بيروت ودمشق، وزاد في الآونة الأخيرة انتشارها في الضفة الغربية، رغم أن انتشارها هناك محدود بشكل أكبر من غزة، بحسب "رويترز".

ما علاقتها بحماس؟

كثيرا ما تتحالف حماس والجهاد الإسلامي ضد إسرائيل، وهما أهم أعضاء غرفة العمليات المشتركة، التي تنسق معظم الأنشطة العسكرية بين الجماعات المسلحة المختلفة في قطاع غزة، حسبما تشير "نيويورك تايمز"..

على خلاف حماس، لم تنافس حركة الجهاد الإسلامي في الانتخابات البرلمانية الفلسطينية، ويبدو أنها لا تطمح في تشكيل حكومة في غزة أو الضفة الغربية.

وعلى الرغم من تعاونها الوثيق في كثير من الأحيان، إلا أن الجهاد الإسلامي وحماس "متنافستان".

حماس تركت "الجهاد" تواجه مصيرها وحدها
حرب 3 أيام في قطاع غزة.. حسابات "حماس" تضعها في "موقف المتفرج"
خلال 3 أيام من المعارك بين إسرائيل و"الجهاد الإسلامي" في قطاع غزة، لم تتدخل حركة حماس التي تسيطر على القطاع لدعم "الجهاد"، وسط مؤشرات على تنافس  الحركتين على "حكم غزة"، في ظل خلافات "سياسية وأيدلوجية" واسعة بين الطرفين، ما يثير التساؤلات حول تداعيات ذلك الخلاف.

وحالت الاختلافات الاستراتيجية والأيديولوجية والشخصية لفترة طويلة دون أي تقارب حقيقي بين حماس والجهاد الإسلامي.

وغالبا ما تعمل حركة الجهاد الإسلامي بشكل مستقل عن حماس وتركز في المقام الأول على المواجهات العسكرية.

وفي بعض المناسبات، ظلت حماس على الحياد عندما اشتبكت الجهاد الإسلامي مع إسرائيل.

وفي حالات أخرى، انضمت حماس إلى حركة الجهاد الإسلامي في قتال الجيش الإسرائيلي.

وشنت إسرائيل غارات على قطاع غزة وأعلنت فرض حصار عليها عقب الهجوم الأكثر دموية على المدنيين في تاريخ البلاد، والذي نفذته حركة حماس في السابع من أكتوبر.

وأسفر الهجوم الذي شنته حماس واستهدف مدنيين بالإضافة إلى مقرات عسكرية عن مقتل المئات واختطاف العشرات، أغلبهم مدنيون وبينهم أطفال ونساء.

ووصل عدد القتلى الإسرائيليين جراء هجوم حماس المصنفة إرهابية إلى أكثر من 1400 شخص.

كما أسفر الرد الإسرائيلي الذي استهدف مناطق واسعة من غزة عن مقتل المئات، أغلبهم مدنيون وبينهم أطفال ونساء.

والأربعاء، قالت وزارة الصحة الفلسطينية إن ما لا يقل عن 3478 فلسطينيا قتلوا وأصيب 12 ألفا في غزة في الضربات الإسرائيلية منذ السابع من أكتوبر.

غزة- أزمة- غذاء
رفح هي مركز المساعدات الرئيسي لعمليات الإغاثة في غزة

كشفت وكالات الإغاثة التي تنشط في غزة أن الغذاء والوقود والإمدادات الأساسية تتناقص بشكل خطير في غزة بعد أن سيطرت إسرائيل على معبر رفح الحدودي وأغلقته، ما يهدد بتفاقم الوضع الإنساني الكارثي بالفعل.

وقالت منظمة الصحة العالمية، الأربعاء، إن إغلاق معبر رفح الحدودي يعني نفاد الوقود من الخدمات الصحية في جنوب قطاع غزة خلال ثلاثة أيام.

وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس في مؤتمر صحفي: "بدون تدفق المزيد من المساعدات إلى غزة، لا يمكننا الحفاظ على دعمنا للمستشفيات".

وسيطر الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، على معبر رفح فيما بدا أنه بداية عمليتها البرية التي لوحت لها منذ أسابيع.

وعارضت واشنطن وعدة دول التحرك الإسرائيلي جنوب قطاع غزة، حيث أنه يعرض حياة المدنيين للخطر، ويفاقم الوضع الإنساني المتأزم أصلا.

وأدى إغلاق إسرائيل للمعبر إلى عرقلة المساعدات، وقطع خطوط الإمداد الرئيسية وتقطع السبل بالموظفين الدوليين على جانبي الحدود بين غزة ومصر.

والأربعاء، أعلنت إسرائيل أنها ستعيد فتح معبر كرم أبو سالم، وهو المعبر الرئيسي الآخر لشاحنات المساعدات، والذي تم إغلاقه، الأحد، بعد أن قتل مسلحو حماس أربعة جنود إسرائيليين في هجوم صاروخي.

وقال شيمون فريدمان، المتحدث باسم مكتب تنسيق أعمال الحكومة في المناطق، الهيئة العسكرية الإسرائيلية التي تشرف على الشؤون المدنية في الأراضي الفلسطينية، بعد ظهر الأربعاء، إن المعبر "مفتوح" وأن الشاحنات مرت عبره إلى جانب غزة من الحدود.

لكن وكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين "أونروا"، قالت إنه لم تصل إليها أي مساعدات في غزة.

وأعلنت إسرائيل مجددا، الأربعاء، تعرضه لقصف "بصواريخ أُطلقت من رفح"، محملة حماس مسؤولية انقطاع المساعدات.

"منطقة حرب نشطة"

قالت لويز ووترج، المتحدثة باسم الأونروا المتواجدة حاليا في رفح، الأربعاء، إن منطقة المعبر تشهد عمليات عسكرية مستمرة "وهي منطقة حرب نشطة".

وتابعت "نسمع القصف المستمر في هذه المنطقة طوال اليوم.. لم يدخل أي وقود أو مساعدات إلى قطاع غزة، وهذا أمر كارثي على الاستجابة الإنسانية".

وقال شون كارول، الرئيس والمدير التنفيذي لمنظمة مساعدة اللاجئين الأميركية في الشرق الأدنى "أنيرا"، إن معبر كرم أبو سالم "مفتوح بمعنى أن الشاحنات يمكنها إسقاط الأشياء داخل الخط" لكن "طريق الإمداد ليس مفتوحا بالكامل أو آمنا للاستخدام".

وقال وائل أبو عمر، مسؤول حدود غزة، إن القوات الإسرائيلية أطلقت النار على ستة من موظفي الحدود الفلسطينيين، الأربعاء، أثناء محاولتهم شق طريقهم إلى جانب كيرم شالوم في غزة لتلقي المساعدات.

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان له إنه يقوم بمراجعة الظروف المحيطة بالحادث "حيث أصيب عدة أشخاص ويتلقون العلاج الطبي الأولي في مكان الحادث من قبل قوات الجيش الإسرائيلي".

وتقول وكالات الأمم المتحدة وجماعات الإغاثة إن الحصار الإسرائيلي المستمر لرفح، نقطة الدخول الوحيدة للوقود اللازم لتشغيل العمليات الإنسانية والخدمات الأساسية في قطاع غزة، سيمنع وصول المساعدات المنقذة للحياة إلى الأشخاص المستضعفين، وفق ما نقلت عنها صحيفة "واشنطن بوست".

وقال ريكاردو بيريس، المتحدث باسم وكالة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"، في مقابلة، الثلاثاء: "مع إغلاق هذا المعبر الآن، فإن عمليتنا الإنسانية برمتها على الأرض معرضة للخطر".

وتابع "إذا لم تتم إعادة فتح المعبر بشكل عاجل، فإن جميع السكان المدنيين في رفح وقطاع غزة سيكونون أكثر عرضة لخطر المجاعة والمرض والموت".

ويتجمع أكثر من مليون نازح، بما في ذلك ما يقدر بنحو 600 ألف طفل، في رفح، التي كانت تعتبر آخر ملاذ آمن نسبيا للمدنيين عندما دمرت القوات الإسرائيلية شمال غزة وتقدمت تدريجيا جنوبا على مدى الأشهر السبعة الماضية.

وكانت رفح أيضا مركز المساعدات الرئيسي لعمليات الإغاثة في غزة.

وأقامت وكالات الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة مقرا لها هناك، واستخدم عمال الإغاثة الدوليون المعبر للتناوب داخل القطاع وخارجه.

ووفقا لأرقام الأمم المتحدة، يواجه 1.1 مليون من سكان غزة، أي نصف السكان، انعدام الأمن الغذائي، بينما يعاني طفل واحد من كل ثلاثة أطفال تحت سن الثانية من سوء التغذية الحاد.

"مجاعة شاملة"

قالت سيندي ماكين، مديرة برنامج الغذاء العالمي، الأحد، إن "مجاعة شاملة" تحدث في الشمال وتنتشر جنوبا.

وفي رفح يوجد مرحاض واحد لكل 850 نسمة. ويقول العاملون في مجال الصحة إن الظروف غير الصحية والمزدحمة تؤدي إلى انتشار أمراض الجهاز التنفسي والأمراض المنقولة بالمياه.

وكانت الجماعات الإنسانية قد أبلغت عن بعض التحسن في توصيل المساعدات في الأسابيع الأخيرة بعد أن طالب الرئيس الأميركي، جو بايدن، إسرائيل ببذل المزيد من الجهود لتخفيف معاناة المدنيين في أعقاب ضربة قاتلة على عمال الإغاثة الأجانب. 

وعبرت 189 شاحنة في المتوسط عبر معبر رفح وكرم أبو سالم يوميا، في أبريل ، وهو أعلى حجم منذ فتح الطرق البرية في أواخر أكتوبر، وفقا للأونروا، ولكن أقل بكثير من 500 شاحنة تقول وكالات الأمم المتحدة إنها مطلوبة يوميا، على الأقل.

وقد ولّد الزخم الواضح في محادثات وقف إطلاق النار، الاثنين، الأمل في أن يسمح وقف الأعمال العدائية لوكالات الإغاثة بزيادة الإمدادات في جميع أنحاء غزة "ولكن لم تكن هناك مؤشرات تُذكَر على حدوث تقدم دبلوماسي، الأربعاء، أو مؤشرات على أن إسرائيل مستعدة للانسحاب من رفح"، وفق ما ذكرته الصحيفة الأميركية.