Academia.eduAcademia.edu
مقدمة إن القارئ لصفحات التاريخ التي وصفت أوضاع المجتمع الأندلسي بعد الفتح الإسلامي لن يفاجأ عندما يعلم أن العرب الفاتحين قد أحسنوا معاملة أهل الذمة من اليهود والنصارى ، إذ نالت طوائفهم حريتها كاملة غير منقوصة( - محمد كرد علي : غابر الأندلس وحاضرها ، المطبعة الرحمانية بمصر ، 1923، ص 38) فتحرروا من القيود التي كانت فرضت عليهم في أحوالهم الدينية ,الاجتماعية ,الشخصية ، الاقتصادية .( - د. لطفي عبد البديع : الإسلام في أسبانيا ، مكتبة النهضة المصرية بالقاهرة ، 1958، ص 33) واستردوا أملاكهم التي صودرت منهم ، وكرامتهم التي كانت أهدرت ، فكان من الطبيعي أن ينظر هؤلاء وأولئك بارتياح إلى الدين الإسلامي الذي يحمله العرب الفاتحون( -‎ניר שוחט : סיפורה של גולה - פרקים בתולדות יהדות בבל לדורותיה - משרד החנוך והתרבות , המרכז לשלוב מורשת המזרח , ירושלים , 1981 , עמ' 41) وفى ظل هذا التسامح وتحت لواء الإسلام عاش اليهود جنباً إلي جنب مع المسلمين الفاتحين ، فنعموا بخيرات هذا الفتح المبين ، وأخذ عددهم يتضاعف ، وصار بمقدورهم أن يتنقلوا من مدينة أندلسية إلى أخري ، بعد أن تم تحديد إقامتهم في مدن بعينها على يد حكام شبه الجزيرة الأيبيرية (أسبانيا) في الماضي( -‎א. אשתור : קורות היהודים בספרד המוסלמית - קרית – ספר , ירושלים, עמ'82 ) , وهذا ما دعى اليهود إلى الخروج من عزلتهم التي دأبوا عليها حال مجاورتهم لغيرهم من الشعوب , فأنتجوا كثيرا من المؤلفات تحاكي المؤلفات العربية , متخذين من المنهج الإسلامي سبيلا للإرتقاء بكتاباتهم , تلك الكتابات التي توجهت في المقام الأول لشرح الفكر اليهودي , الذي كان ينظر إليه اليهود نظرة تقديس لامساس به , فتسابق رجال الدين اليهودي في تنقيح كتبهم وإظهار ماغم عليهم من ألفاظ , بل وقدموا كتابا ناظروافيه مخالفيهم من المعتقدات الأخرى , هذا الكتاب هو (الخزري) أو بمنطوقه العربي (الرد والدليل في نصرة الدين الذليل) للرابي يهودا اللاوي , والذي دار في مجمله بين مفهوم الدين اليهودي بين نص موحى به وبين تصور عقلي قدمه الكاتب إلى شخصية أرادت التعرف على معتقد أحق بالإعتناق بين معتقدات مختلفه , فمالت هذه الشخصية إلى المعتقد اليهودي بعد سلسلة من المناظرات . أسباب إختيار موضوع البحث :- لم يعرف اليهود كتابا تشابكت فيه مفاهيم الدين نقلا وعقلا إلا في كتاب الخزري , خاصة عند تعرضه لمفاهيم مغايرة لمفهوم الدين اليهودي , مع إصطناع أسئلة إفتراضية تصب في مجملها للإقلال من شأن المفاهيم المغايرة , فكان من الواجب تسليط الضوء على هذا الكتاب ومناقشة الأفكار الواردة فيه بشكل تحليلي يقدم للقارئ رؤية واضحة لمفهوم الدين اليهودي مابين نص العهد القديم ورؤية اليهود لدينهم من خلال التفاسير والشروح , إلى جانب تحليل الحوار الدائر بين الكاتب وشخصية ملك الخزر , وفي سبيل ذلك سيتبع الباحث المنهج التحليلي . محاور البحث :- التعريف بمؤلف كتاب الخزري (مولده وحياته) , البيئة المحيطة للمؤلف - مؤلفات اليهود المكتوبة باللغة (العربية اليهودية) -- مفاهيم الدين في كتاب الخزري-- مفهوم الدين عند بني إسرائيل من خلال الوحي والتصور الإنساني – ديانة بني إسرائيل (الوحي ) المرحلة الأولى –دين اليهودية (التصور الإنساني ) مرحلة ثانية –التصور الإنساني في تدوين العهد القديم –الدين ينقسم إلى (إلوهية – تشريعات ) –أولا الإلوهية عند بني إسرائيل والترتيب الزمني للمسميات الدالة على الإله , وجوب منع استخدام لفظ ( الله ) للدلالة على لفظ رب في النصوص غير العربية – لفظ الجلالة و الأسماء الحسنى في كتاب الخزري –ثانيا التشريعات في كتاب الخزري –التشريع بين الوحي والتصور الإنساني –التشريع بالوحي (مرحلة أولى) –التشريع بالتصور الإنساني (مرحلة ثانية) التصور الإنساني القويم يؤدي إلى التصديق بالوحي , وفي خاتمة البحث سيقدم الباحث أهم ماتوصل إليه الباحث من خلال ماتقدم . وتجدر الإشارة هنا إلى أن البحث سيتناول فقط المقالة الأولى من كتاب الخزري. أهداف الدراسة 1- التعرف على سماحة الإسلام في التعامل مع غير المسلمين في الدولة الإسلامية عامة وفي الأندلس خاصة, تحت مظلة تشريعاته الصحيحة. 2 - توضيح مفهوم الدين كمعتقد مبني على أساسين (الإلوهية – التشريعات) 3-إظهار الفارق بين الدين كمعتقد مبني على نص منزل من السماء (وحي) ,ودين فسرت نصوصه زيادة ونقصانا حتى تلاشت قواعده بين الإثبات والنفي (تصور إنساني مائل ) والذي ربما يطلق عليه حواشي الكهنة ( وهي النصوص التي أقحمت إلى النص التوراتي بيد الكهنة (رجال الدين اليهودي) ... ويرى عباس محمود العقاد أن الأخبار والنوادر التي إزدحمت بها مئات الحواشي والتفاسير ... تلك الحواشي لايظهر فيها الإعتماد على النصوص المكتوبة ولاسيما نصوص التوراه , لأنها تخالف هذه النصوص وتناقضها أحيانا . يرجى مراجعة : عباس محمود العقاد – توحيد الأنبياء – دار الكتاب العربي – بيروت – 1970 – ج1 ص 365-366) كمصدر من مصادر النص . 4- توضيح أن دين بني إسرائيل مبني على الرسالات التي أنزلت على آباء بني إسرائيل إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب عليهم السلام , ثم الأسباط – ثم رسالة موسى عليه السلام . 5- توضيح إن ديانة بني إسرائيل اختلفت بعد التدوين في عصر عزرا لتصبح الديانة اليهودية 6-بيان استمرار التشريع بعد التدوين زيادة ونقصانا يؤكد على أن ديانة جديدة اتفقت على تسمية الإله طبقا لما جاء في تدوين العهد القديم (اليهودية) وزيد عليه تسميات أخرى , كمااختلفت في بعض التشريعات طبقا لما أقره رجال الدين (تصور إنساني ) 7-التأكيد على أن لفظ الجلالة (الله) لا يجوز ترجمته , ولا يكتب كترجمة للفظ الرب في العهد القديم , مع إبراز لفظ الجلالة وعدد من الأسماء الحسنى كما جاء في كتاب الخزري مخالفا لما جاء في نص العهد القديم 8- التنبيه إلى أن التصور الإنساني الصحيح يؤدي إلى التصديق بما جاء به الوحي كتاب الخزري ومؤلفه :- ربما كان يهودا اللاوي من أكثر شعراء الأندلس نظما للأشعار الدينية إلى جانب أشعاره الدنيوية , إلا أن البيئة الإسلامية العربية كان لها التأثير الأكبر في إنتاجه الأدبي عامة , ومن ثم إنتاجه الفكري الديني خاصة , فلم تكن نشأته الدينية ذات تأثير يذكر ألا في قليل من إنتاجه , حتى تقدم به العمر فمال في سنواته الأخيرة إلى الإنتاج الديني كمنهج إرشادي"( ويرى الدكتور عبد الرازق قنديل : أن الوحى الإلهى عند يهودا اللاوى هو الطريق الذى يستطيع أن يرشد الإنسان دائماً إلى الطريق المستقيم الواجب أن يتبعه , والذي عبر عنه اللاوي ببعض قصائده الدينية يرجى مراجعة :أ. د. عبد الرازق قنديل : الأثر العربي في تطور الشعر العبرى فى الأندلس - دار الثقافة العربية 1990. ص 184 ) الذي ظهر جليا في رحلته إلى مصر قاصدا فلسطين , تلك الرحلة التي اختلفت المصادر التاريخية حولها , مما جعل هذه الرحلة مغلفة بالأسرار , التي دفعت بعض المؤرخين اليهود يهيمون على وجوههم متخيلين( يرى البعض أن رحلة يهودا اللاوي إلى فلسطين بمثابة الدعوة الأولى للصهيونية في العصر الوسيط حيث تجلت هذه الفكرة من خلال قصائده وخاصة " قصائد صهيون " وهى من أشهر قصائد اللاوى وترجع شهرتها الى ترويج الصهيونية لها فى العصر الحديث ، وتبرير افكارها كاحتلال فلسطين من خلالها ، ومن خلال اللاوى الذى اشيع عنه بأنه صهيونى ، حيث كان ضمن من دعا الى الهجره المنظمة الى ارض فلسطين ، وذلك من خلال قصيدة " صهيون الا تسألين ‎ציון הלא תשאל") أشياء ليس عليها دليل , وربما كان كتاب الخزري تبشيرا يهوديا لم يعهده اليهود من قبل . مولد اللاوي و حياته :- (يهودا)إبن صموئيل اللاوي الذي عرف في الأوساط العربية بأبي الحسن بن اللاوي... "ولد يهودا اللاوي في الربع الأخير من القرن الحادي عشر الميلادي في مدينة طليطلة حوالي عام 1075 م" ( يرجى مراجعة: ) د/عبد الوهاب المسيرى ، موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية ، المجلد الثالث ، الجزء الثانى ، الباب الحادى عشر ، القاهرة ، دار الشروق ، طـ1999 . ‎חיים שירמן : השירה העברית בספרד ובפרובאנס .כרך2. הוצאת מוסד ביאליק , מהדורה שניה , ירושלים , דביר , תל-אביב , תשט"ו, הדפסה השלישית- עמ 426) ,وقد بدء أحد الباحثين تعريفه للاوي بمثل شائع "إذا أردت أن تتعرف على شاعر , فاذهب إلى بلده وموطنه " فلقد كانت مدينة طليطلة "منذ قيام الدولة الإسلامية بالأندلس تعرف بالثغر الأوسط وذلك لمتاخمة حدودها للممالك الأسبانية النصرانية واعتبرت بهذا الموقع حاجزا للدولة الإسلامية وجناحها الشمالي الأوسط ضد عدوان النصارى ( د/ محمد عبد الله عنان : دول الطوائف منذ قيامها حتي الفتح المرابطي - لجنة التأليف والترجمة والنشر . القاهرة . 1960 ط1. ص 93-94) ولقد تضاربت آراء المؤرخين حول تحديد سنة ميلاد يهودا اللاوي على وجه الدقة , فإلى جانب ما ذكره البعض من أن مولده كان عام 1075م , فإننا نجد بعض المصادر الأخرى قد أرجعت هذا التاريخ إلى أعوام مختلفة منها 1080-1085 -1086 ( ‎דוד.קויפמן:ר' יהודה הלוי .מחקרים בספרות העברית בימי הבינים .מוסד הרב קוק .ירושלים. תשכ"ב- עמ'168) وإن كان التاريخ الأول هو الأقرب إلى الصواب طبقا لما أكده حاييم شيرمان , ولم تكن مدينة طليطلة "( ويقدر بينارت عدد اليهود المستقرين في طليطلة في العهد الإسلامي خلال القرن الخامس الهجري –الحادي عشر الميلادي بنحو أربعة آلاف نسمة وكانو مقسمين حينئذ إلى طوائف منفصلة بشكل عام طبقا لأصولهم أو للبلدان التي نزحوا منها إلى طليطلة, فكان منهم يهود قرطبة,و يهود برشلونة , ويهود الخزر يرجى مراجعة: ابن عذارى .البيان المغرب في أخبار أهل الأندلس والمغرب تحقيق ومراجعة ج.س. كولان --و.إ ليفي بروفنسال --ج 2 - دار الثقافة –بيروت - ص 12 ) مسقط رأسه وحسب بل كانت مرتع طفولته , تلك المدينة التي كان يقطنها كثير من اليهود , والتي تعتبر واحدة من المدن الأندلسية التي عاش فيها اليهود قبل الفتح الإسلامي لأسبانيا , ويصفها الحميري بأنها" مركز لجميع بلاد الأندلس ...عظيمة القطر كثيرة البشر وكانت دارا للملك بالأندلس حين دخلها طارق بن زياد , فهي حصينة , لها أسوار حسنة,... وهي على ضفة النهر الكبير..وأيضا كانت دار الملك للرومان( 8 محمد بن عبد المنعم الحميري . الروض المعطار في خبر الأقطار . تحقيق إحسان عباس .مؤسسة ناصر للثقافة . القاهرة.1980 . الطبعة 2 - . ص 393 ) ويتفق البكري مع الرأي السابق فيقول " ومدينة طليطلة قاعدة القوط ودار مملكتهم ( أبو عبيد عبد الله بن عبد العزيز بن محمد البكري . الممالك والمسالك . "الجزء الخاص بالأندلس وأوروبا " تحقيق عبد الرحمن الحجي. دار الإرشاد بيروت .1968- ص 87 )وهذا يؤكد أن سكان هذه البلدة كانوا من أكابر القوم وعظمائهم , وهذا ما يبرر خلو المدينة من القوط المتنصرين بعد الفتح الإسلامي , نظرا لخوف سكانها من ملاقاة الفاتحين المسلمين بعد تغلبهم على قادتهم وقواتهم العسكرية . مؤلفات اليهود المكتوبة بالعربية اليهودية :- لقد ألف اليهود عدداً لا بأس به من أمهات كتبهم الأدبية والفلسفية باللغة العربية اليهودية، منها كتابا ( تحسين سجايا النفس ) ، و ( ينبوع الحياة ) اللذان ألفهما أبو أيوب سليمان بن يحي بقلم العربية اليهودية( العربية اليهودية : هي طريقة في الكتابة ابتدعها اليهود في كتابة مؤلفاتهم تعتمد على الحروف العبرية للكلمات العربية فلا يقرأها إلا اليهود لمعرفتهم بالأبجدية العبرية إلى جانب تمكنهم من العربية اللغة الرسمية للدولة الإسلامية ). وكذلك ألف بها أبو هارون موسي بن عزرا كتابه النقدي الشهير ( المحاضرة والمذاكرة ) وكتاب ( الحديقة ) , إلى جانب العديد من المؤلفات الأخرى. وتبعا لتلك الطريقة فقد وضع أبو الحسن اللاوي ( يهودا اللاوي ) باللغة العربية اليهودية كتابه الجدلي الأكثر شهرة بين مؤلفاته وهو ( الحجة والدليل في نصرة الدين الذليل ) ،الذي عرف في الأوساط اليهودية باسم ( الخزري ). ويرى أحد الباحثين أن الفلسفة الدينية اليهودية في القرن العاشر الميلادي وما بعده قد كتبت معظمها باللغة العربية( ‎אברהם שטאל : שירת ישראל בספרד, הוצאת הקיבוץ המאוחד , משרד החינוך והתרבות , המחלקה לתרבות תורנית , 1974 , עמ' 78 ) التي كانت هي لغة العلم والتعلم تحت القيادة الإسلامية , إلى جانب الازدهار الفكري الذي أصبح واضحا في البلدان التي فتحها المسلمون , ونقلوا إليها الكثير من العلوم التي برع فيها علماء المسلمين والتي ازدهرت تحت الحكم الإسلامي , فكان لزاما على اليهود مجاراة المسلمين في ثقافاتهم , فقاموا باقتفاء أثر المسلمين في كافة المجالات العلمية حتى في مؤلفاتهم وأساليبهم البيانية , فإذا عجزوا عن المحاكاة نقلوا المؤلفات العربية دون ذكر لصاحبها , وربما كانت العربية اليهودية وسيلة سريعة لهذا النقل الذي قد تشوبه مغالطات مقصودة أو غير مقصودة , وفي أغلب الأحيان تكون تلك المغالطات تهدف إلى فكر يهودي أو لإخفاء حقيقة يظهرها النص وتضر بالناقل أو الكاتب . ويبدو أن عامة اليهود قد تأثروا بالعربية تبعا لتأثر علمائهم بعلماء المسلمين العرب , فأصبحت المؤلفات المراد لها الشيوع تكتب بالعربية اليهودية فيستطيع فهمها عامة اليهود , وتؤتي ثمارها الفكرية , خاصة عندما يكون العمل يميل إلى تأصيل الديانة اليهودية , التي أوشكت في بعض الأحيان أن تتوارى أمام الفكر الإسلامي , الذي استطاع أن يلبي حاجة كل من أراد الحقيقة في الاعتقاد , فلم يجد مفكرو اليهود طريقة أفضل من استخدام العربية اليهودية في كتابة مؤلفاتهم ( وإذا تتبعنا الكتب الفلسفية اليهودية في العصر الوسيط نجد أن من أشهرها: كتاب الأمانات والاعتقادات لساعديا جاؤون - إصلاح سجايا النفس-كتاب نبع الحياة لسليمان بن جبيرول , الهدايا إلى فرائض القلوب لبحيا بن فاقوده ...كتاب الرد والدليل في الدين الذليل ليهودا اللاوي ) , التي اصبحت تراثا عربيا يدل على الثقافة العربية ومدى فضلها على الأدب العبري بشكل عام , ويعتبر حرص كتاب اليهود على إخراج مؤلفاتهم بهذا الشكل , بمثابة مواكبة للركب الثقافي الذي لاح في الأفق مع الفتح الإسلامي للبلدان غير العربية . كتاب الرد والدليل في الدين الذليل (الخزري) كما كان لليهود أسماء عربية وأخرى يهودية فلا عجب أن تكون المؤلفات اليهودية لها تسمية عربية وأخرى يهودية تعرف بها في الأوساط اليهودية , فقد عرف كتاب (الرد والدليل في الدين الذليل) في الأوساط اليهودية بكتاب الخزري نسبة إلى مملكة الخزر( مملكة الخزر نسبة إلى خزر بالتحريك وهو انقلاب في الحدقة نحو اللحاظ , وهو أقبح حال , وهي بلاد الترك خلف باب الأبواب المعروف بالدربند قريب من سد ذي القرنين , ويقولون هو مسمى نسبة إلى الخزر بن يافث بن نوح عليه السلام ....ويقول بن فضلان رسول المقتدر إلى الصقالبة في رسالته : الخزر اسم إقليم من قصبة تسمى إتل , وإتل اسم نهر يجري إلى الخزر من الروس والبلغار .... وقيل أن فيها خلق كثير من المسلمين يزيدون على عشرة آلاف مسلم ولهم نحو ثلاثين مسجدا ...والخزر مسلمون ونصارى وفيهم عبده للأوثان , وأقل الفرق هناك اليهود على أن الملك منهم ,. يرجى مراجعة: بن فضلان –رسالة بن فضلان –حققها د. سامي الدهان - مطبوعات المجمع العلمي العربي بدمشق –سوريا 1959–ص169 ) وهو عبارة عن خمس مقالات كتبت بخط اليد بالعربية اليهودية , فجاءت الفاظه مشابهه للفظ العربي الفصيح ليكون اللاوي أكثر أقرانه مماثلة للعربية الفصحى ( ‎יהודה הלוי –כתאב אלרד ואלדליל פי אלדין אלדליל(אלכתאב אלכזרי)-התקין הטקסט חגי בן שמאי - הוצאת ספרים ע''ש י''ל מאגנס האוניברסיטה העברית – ירושלים תשל''ז- -עמ''יב ) . تلك المقالات الخمس مفادها أن هناك حبر يهودي كان سببا في تهود ملك الخزر بعد إن كان وثنيا , فتروي المصادر أن " الملك قد اعتنق المسيحية ثم أدرك بهتانها فناقش هذه المسألة مع أحد كبار موظفيه فقال له الأخير : أيها الملك إن من لهم كتب مقدسة ينقسمون إلى جماعات ثلاث , فأرسل في استدعائهم واطلب إليهم أن يوضحوا قضيتهم , ثم اتبع من يمتلك الحقيقة , بناء على ذلك استدعى ملك الخزر من المسيحيين أسقفا , وكان مع الملك يهودي بارع في الجدل أغراه بالدخول في مناظرة , فسأل الأسقف ماذا تقول في موسى إبن عمران وفي التوراة التي أوحيت إليه ؟ فأجاب الأسقف : إن موسى رسول وأن التوراة تنطق بالحقيقة , وعندئذ قال اليهودي لقد اعترف فعلا بصدق عقيدتي , فلتسأله الآن بما يؤمن هو , فسأله الملك فأجاب الأسقف : أقول أن عيسى المسيح بن مريم هو الكلمة وأنه أوصى بالأسرار باسم الرب , وهنا قال اليهودي للملك : إنه يبشر لمذهب لا أعرفه على حين أنه يقر أقوالي ..ثم أرسل الملك يستدعي مسلما فأرسلوا إليه عالما ذكيا بارعا في المناقشات ولكن اليهودي رشى شخصا ما دس له السم فمات... هكذا نجح اليهودي في كسب ملك الخزر( وملك الخزر اسمه خاقان ... ويقال له خاقان كبير , ويقال لخليفته خاقان به وهو الذي يقود الجيوش ويسوسها ويدبر أمر المملكة يرجى مراجعة: معجم البلدان –تحقيق فريد عبد العزيز الجندي – ج2– دار الكتب العلمية بيروت –لبنان - 1990 – ص 420-421 ) إلى عقيدته فاعتنق اليهودية "( آرثر كيستلر – القبيلة الثالثة عشرة ويهود اليوم –ترجمة أحمد نجيب هاشم—الهيئة العامة للكتاب --1991–ص66-67 ) ولم يكن غريبا أن يترجم هذا الكتاب إلى اللغة العبرية على يد ( بن تبون ) الذي نقل كثيرا من المؤلفات العربية إلى لغات متعددة ,ولا شك أن التراث العربي بعد نقله إلى اللغات الأوروبية أسهم في التفوق الحضاري لأوروبا , ويبدو أنه لما كف العرب عن قراءة تراثهم وفقدهم لكثير من الكتب العربية نتيجة لضعف الدولة الإسلامية وتطاول أعدائها عليها مرة بالدسائس التي أدت إلى الهزائم وأخرى بتثبيط الهمة الإسلامية العربية في التعلم وتتبع التراث العربي , زاد الضعف والوهن ,فسيطر الجهل ونادى المتشدقون بالبعد عن العربية . السمات اللغوية لكتاب الخزري:- وعند قراءة كتاب الخزري نجد أن الصياغة اللغوية العربية و المصطلحات الإسلامية قد تسيدت على الصياغة اللغوية العبرية للمؤلف , فلم يستطع المؤلف أن يستخدم مصطلحات توراتية مما عهدناها بين ثنايا العهد القديم , وهذا يعني أن الكاتب في سرده لمحتويات الكتاب قد أكد على تأثره بالدين الإسلامي حتى وإن كان ذلك دون تصريح واضح منه , فبدأ حديثه بكلمة سئلت دلالة على التأثر بطريقة التعلم الإسلامية التي مبدأها طلب العلم , تلك الطريقة التي لم تكن معهودة عند اليهود . قال الحبر:-"סء‎לת עמא ענדי מן אלאחתגאג עלי מכאלפינא מן (אלפלאספה) ואה(ל אלאדיאן) תם עלי כוארג אלדין יכאלפון אלגמהור תזכרת (מה קד סמעתה) מן חגג (אלח)בר אלדי כאן ענד מלך אלכזר"( ‎יהודה הלוי –כתאב אלרד ואלדליל פי אלדין אלדליל(אלכתאב אלכזרי)-התקין הטקסט חגי בן שמאי-עמ''יב ) " سئلت عما عندي من الاحتجاج على مخالفينا من <الفلاسفة > وأهل الأديان ثم الخوارج ( الخوارج الذين يقصدهم الحبر هم ( القراءون ) نسبة إلى المقرا – الأسفار الخمسة - وهم المنشقون عن اليهود الذين لا يعتقدون في التوراة الشفوية – التلمود – وهم ينتسبون إلى عنان بن داوود ، ولقد اختلف العلماء فى تحديد نشأتهم بشكل دقيق حيث أدعى البعض "أنهم المنشقون الأوائل الذين تحدثت عنهم لفائف المخطوطات التى عثر عليها فى كهوف البحر الميت والذين قيل أنهم آمنوا بالمسيح عيسى عليه السلام مخالفين سائر اليهود باعتباره ولياً من أولياء الله المخلصين العارفين بأحكام التوراة وليس باعتباره نبياً مرسلاً صاحب شريعة ناسخة لشريعة موسى عليه السلام. يرجى مراجعة د. عبد المنعم الحفني. الموسوعة النقدية للفلسفة اليهودية. دار المسيرة –بيروت ، 1980م. ص 172 فى حين يرى البعض أن القرائين هم "النسيئيم" الذين عرفوا بتمركزهم فى القدس وكان أخر من عاش هناك شلومو بن داوود الذى انتقل إلى مصر فى منتصف الفرن الحادى عشر. يرجى مراجعة. د. محمد جلاء محمد إدريس. التأثير الإسلامى فى الفكر الدينى اليهودى. مطبعة أولاد عبده القاهرة 1992. - ص 43 ويرى آخرون أنهم يعرفون بالعنانين نسبة إلى عنان ين داوود وبنيامين بن موسى النهاوندى اللذين أنشأها فى بغداد فى أواخر القرن الثامن الميلادى فى عهد الخليفة العباسى أو أبوجعفر المنصور. يرجى مراجعة. د. على عبد الواحد وافي. اليهودية واليهود - مكتبة غريب دار الهنا للطباعة القاهرة 1966. ص 95، 97 )الذين يخالفون الجمهور تذكرت ما سمعته من حجج الحبر الذي كان عند ملك الخزر( ‎ר. יהודה.הלוי –ספר הכוזרי -עמ'' xv1 ) كانت بداية مؤلف كتاب الخزري بالإجابة على سؤال قدم إليه من شخص لم يفصح عن ماهيته , فقسم الحبر الفئات التي يحاججها إلى (فلاسفة – أهل الأديان –الخوارج من اليهود) . فكان الوصف الذي قدمه الحبر في بداية مقالته الأولى إيجازا لما انتهى إليه الجدل , وثقة من الحبر في قوة الحجة فقال (عما عندي من الاحتجاج) , دون إرجاع تلك الإجابة لشخصية مؤلف الكتاب صراحة حتى لا يجادله أحد من علماء المسلمين , مستغلا بعده عن مكان الحدث أو لإقناع الجميع أنه ناقل عن لسان حبر(رجل دين ) ليس له علاقة بالمجتمع اليهودي في الأندلس ناسيا أن سماحة الإسلام( في ظل التواجد اليهودي تحت مظلة الحكم المسيحي قبل الفتح الإسلامي ، ومن بين القوانين الصارمة التي فرضت عليهم صدر قانون في سنة 589 م يحرم على اليهودي اقتناء عبيد مسيحيين وألا يتزوجوا من المسيحيات وإلا سيعاقبون بالحرق أو الرجم 0 يرجى مراجعة : ‎אוצר ישראל : אנציקלופדיה , חלק שביעי, מהדורה שלישית , לונדון , 1935 . , עמ' 258 ) قد أعطت غير المسلمين حقوقهم( ولقد كان قدوم المسلمين إلى أسبانيا بشرى خير , حيث اشترك اليهود فى الحياة الإسلامية وصعدوا إلى مراتب القوة والثراء . See. Sachar. Abrham Keon. Ahistory of the Jewish --Fifth Edtion New York1973 P. 169 . ) التي سلبت منهم في عصر حكم القوط المتنصرين ويتابع يهودا اللاوي في كتابه الخزري : "אלדאכל פי דין אליהוד {....}עלי מה שהד וגא' פי כתאב אלתואריך אנה תכרר ע(ליה רויה) כאן מלאכא יכאטבה ויקול לה אן ניתך מרציה ענד אללה לכן עמלך גיר מרצי (וכאן יגתהד גדא פי) אלתעבד פי דין אלכזר חתי אנה כאן יכדם כדמה אל(היכל ואלקראבין) בנפס(ה בניה) צאפיה כאלצה פכלמא אגתהד פי תלך אלאעמאל גא' (אלמלאך) פי אלליל יקול לה ניתך מרציה וע(מלך גיר) מרצי פסבב לה דלך אלבחת ען אלאדיאן ואלנחל ותהוד אכרא הו וגמהור אלכזר וכאן מן חגג אלחבר מא אקנעני (וט)אבק אעתקאדי פראית אן אתבת דלך אלאחתגאג כמא וקע והמשכילים יבינו ..."( ‎יהודה הלוי –כתאב אלרד ואלדליל פי אלדין אלדליל(אלכתאב אלכזרי)-התקין הטקסט חגי בן שמאי-עמ''יב-עמ''3) "الداخل في دين اليهود {....}على ما شهد وجاء في كتاب التواريخ أنه تكرر عليه رؤيا كأن ملاكا يخاطبه ويقول له إن نيتك مرضية عند الله لكن عملك غير مرضى <وكان يجتهد جدا في > التعبد في دين الخزر ويبدو أن اللاوي أراد إخفاء أن ملك الخزر كان وثنيا واكتفى بذكره دين الخزر إلا أنه لم يجد كلمة مفادها بيت العبادة إلا الهيكل حتى يبرهن على اجتهاد ملك الخزر في التعبد , ومع ذلك كانت تلك الأعمال التعبدية غير مرضية , والإنذار على عدم الرضا جاء تلقائيا , عن طريق الرؤية , وفيها يحضه ملاك على البحث عن طريقة أخرى في التوجه بالعبادات فأرسل في طلب من يدله على الصواب في المعتقد , وهو اليهودية من وجهة نظر الحبر واللاوي الذي وجه كلامه ابتداء إلى ذوي العقول أو المتنورين .حتى أنه كان يخدم خدمة ال<هيكل والقرابين > بنفسه < بنية > صافية خالصة فكلما اجتهد في تلك الأعمال جاء <الملاك> في الليل يقول له نيتك مرضية وع <ملك غير> مرضي فسبب له ذلك البحث عن الأديان والنحل وتهود أخيرا هو وجمهور الخزر وكان من حجج الحبر ما أقنعني <وط>ابق إعتقادي فرأيت أن أثبت ذلك الإحتجاج كما ‎והמשכילים יבינו" - ר. יהודה.הלוי –ספר הכוזרי-עמ'' xv1-- فيفهم ذوي العقول المستنيرة – من المقدمة السابقة لكتاب الخزري يتضح أن ملك الخزر كان يبحث عن معتقد (دين) يطمئن إليه ويجد فيه الرضى الإلهي . وعندما نتحدث عن الدين( الدين : هو اسم لكل ما يتعبد الله عز وجل به , وهو الملة , وهو الورع , والمعصية والإكراه يرجى مراجعة : الفيروزابادي - القاموس المحيط –ج4–دار الفكر –بيروت – 1983–ص225 الدين والملة متحدان الذات ومختلفان الاعتبار فالشريعة من حيث تطاع تسمى دينا , ومن حيث تجمع الناس تسمى ملة يرجى مراجعة : مجمع اللغة العربية – المعجم الفلسفي– الهيئة العامة لشئون المطابع الاميرية – 1983–ص 86 قال الفارابي :الملة والدين يكاد أن يكونا مترادفين يرجى مراجعة : أبو نصر الفارابي – كتاب الملة ونصوص أخرى – حققه :محسن مهدي – ص 46 - دار المشرق – بيروت 1991 ط 2 ويعرفه الجرجاني قائلا: بأنه وضع إلهي يدعو أصحاب العقول قبول ما هو عند الرسول صلى الله عليه وسلم يرجى مراجعة : الجرجاني –كتاب التعريفات - مكتبة لبنان –بيروت --1985– ص 111 ) بصفته علما معرفا يصرف المعنى إلى الإسلام , وعند الحديث عن معتقد اليهود في كتاب الخزري كان لزاما علينا أن نتعرف على ماهية النص المقرائي , والذي سنربط بينه وبما جاء في كتاب الخزري من تصور عقلي , خاصة عند عرض الحواربين الحبر اليهودي وملك الخزر , و ما جاء على لسان الفيلسوف , ثم الرؤية الخاصة باليهود , بعد ديانة بني إسرائيل التي تعتبر من المراحل التي مر بها الدين السماوي ( الرسالات السماوية التي سبقت نبي الله موسى عليه السلام ) بعيدا عن المعتقدات الأرضية التي أقرها بعض الأشخاص , وتبعهم كثير من أقوامهم . مفهوم الدين في كتاب الخزري:- ذكراللاوي كلمة دين(דין) بدلا من دت (דת) ليس غريبا أن يتخذ يهودا اللاوي كلمة دين –‎דין- في كتاب الخزري بدلا من كلمة (דת) , للدلالة على المعتقد السماوي أو المعتقد الأرضي , كنتيجة للتعايش داخل الدولة الإسلامية التي أثرت إيجابا في كل الطوائف , إلا أنه لم يكن الوحيد في عصره ممن خالفوا كلمة (دت) التي تدل على المعتقد في اللغة العبرية , ومع هذا فلقد استخدمت كلمة (دين) في اللغة العبرية " (דין) للدلالة على القانون والقضاء الذي يحكم به القاضي , وقد تأتي في سياق العهد القديم بمعنى الوظيفة القضائية كما ورد في سفر الأمثال ( מֶלֶךְ, יוֹשֵׁב עַל-כִּסֵּא-דִין--ملك يجلس على كرسي القضاء – سفر الأمثال: 20-:8( ‎אוצר ישראל-אנציקלןפידיא-על יד : יהודה דוד אייזענשטיין- חלק רביעי- נויארק-1910-עמ'48' ) ولم يعرف سببا لوجود الكلمتين العربية والعبرية للدلالة على المعتقد , ( من المحتمل أن يكون القضاء بالعدل بين المتنازعين هو الأصل في الاعتقاد والذي يجب أن يكون منصفا حتى يتمكن كل متدين من نصرة العدل , بعيدا عن الهوى الجائر , وبهذا يكون الاعتقاد الأصل فيه اتباع تشريع حياتي قويم من قبل إله عادل لا يفضل طائفة على أخرى فالكل عنده سواسية إذا اتبعوا منهج الله في أرضه , إلا أن اليهود ابتدعوا عنصرية الدين , الذي ما لبث حتى أصبح المعتقد اليهودي فقط دون غيرهم من الأجناس البشرية غير اليهودية (الأغيار) .) , وعندما نقل نص كتاب الخزري إلى اللغة العبرية عاد لفظ (دت) ليدلل المترجم على عنصرية المعتقد الذي يميل بعيدا عن القضاء العادل المعبر عنه بكلمة دين (‎דין) , خاصة إذا علمنا أن علماء اليهود قد سموا المعتقدات الأخرى (عفودا زارا) ( عفودا زارا(‎עבודא זארה) لقد اتفق اليهود على هذا المصطلح للدلالة على الأغيار من عبدة الكواكب والأفلاك , وربما على كل من خالفهم من الملل والأديان يرجى مراجعة:‎מרדכי חיים –אור תורה –חלק שני–במצות המחבר ובהוציאתו –לייפציג 1860–עמ'' מבוא) -عبادة غريبة –أو وثنية لينفي أي قدسية لأي دين آخر . أما النص العربي لكتاب الخزري فلم يفرق بين رسالة نبي الله موسى ورسالة نبي الله عيسى والدين الذي أكتمل بنبي الله محمد عليهم جميعا صلوات الله وتسليماته , عندما ضم الرسالات السماوية إلى النحل وخص الخارجين والفلاسفة دون غيرها من النحل ليقسم المعتقدات مابين رسالات سماوية تشتمل على نص منزل على نبي , ومعتقدا قدمه اللاوي على أنه القياسي مقدما دليلا عقليا من وجهة نظره , مستعينا على ذلك بنقض نظريات الفلاسفة والمنشقين عن جمهور اليهود وهم طائفة القراءين . مفهوم ديانتي بني إسرائيل واليهودية من خلال الوحي والتصور الإنساني لاشك أن الدين هو ما يعتنقه المرء من اعتقاد صحيح أو غير صحيح , ولذا "فإن الأديان التي اعتقدها الإنسان كثيرة , والمشهور منها قليله وأكثرها مشابهة لبعضه تمام الشبه , لا تختلف إلا في أسماء الآلهة وفي التشريعات التعبدية التي يقيم طقوسها معتنقيها تبعا للتصور العقلي لرجال الدين , .... وبعبارة أخرى كانت المعتقدات الصحيحة أشبه بقوانين للآداب والأخلاق الموضوعة للمحبة وللتحذير من أن يكون الإنسان عدوا لأخيه "( محمد بن طاهر البيروتي – العقائد الوثنية في الديانة النصرانية - تحقيق ودراسة د / محمد عبد الله الشرقاوي– دار عمران- بيروت -1993 – ص 47-48 ) إلا أن ديانة بني إسرائيل التي تلقاها اليهود من خلال التوراة كما كتبتها مصادر العهد القديم ليست كلها تشريعات حياتية , بل الغالبية العظمى من تلك الأسفار هي سرد تاريخي للمجتمع البشري , يدعو إلى العنصرية والتعصب. دين بني إسرائيل ( الوحي ) المرحلة الأولى لقد اعتنق بنوإسرائيل معتقدا سموه دين الآباء( قال موسى بن ميمون مبارك أنت إلهنا وإله أبائنا وإله إبراهيم وإسحاق ويعقوب الإله الكبير الشديد المهيب إله العلا . يرجى مراجعة: ‎ספר דת ודין .מלוקט מספר יד החזקה לרמ''בם .עם הערות לרבי מושה בר''ש.בדפוס ארעססא 1880.עמ''68 ) ليؤكدوا على أصالة هذا المعتقد , الذي مرجعه إلى الأنبياء من الآباء , إلا أن كلمة (دات ) للدلالة على الدين تلازمت مع الكتاب المنزل (التوراة) , فلقد سميت التوراة (אש דת )( ‎התורה נקראת אש דת(דברים:ל''ג-ב) سميت التوراة دين النار (سفر التثنية :2-23) يرجى مراجعة: ראה: אוצר ישראל-אנציקלןפידיא-על יד : יהודה דוד אייזענשטיין- חלק רביעי - נויארק-1910-עמ''47) , وتلازم الحديث عن الدين مع التوراة في عصر كتابة العهد القديم وتجميع أسفاره كما جاء على لسان عزرا الكاتب( هو عزرا الكاتب الذي ترأس مجموعة الكتبة الذين كتبوا العهد القديم في بابل بعد السبي البابلي كما تذكر المصادر اليهودية أنه تابع للمصدر الكهنوتي (حواشي الكهنة) يرجى مراجعة : د محمد خليفة حسن أحمد –علاقة الإسلام باليهودية -دار الثقافة والنشر –القاهرة 1988 – ص29 ) بقوله :‎נקרא בארמית ספר דתא(עזרא: זו-יב) –سمي بالآرامية كتاب الدين – وهو يعني التوراة ( يرجى مراجعة : سفر عزرا:14-12) , وهذا يعني أن دين بني إسرائيل هو المبني على الوحي (رسالة نبي الله موسى عليه السلام ) التوراة , وذلك ما أورده اللاوي في كتاب الخزري : "ثم استدعى حبرا من أحبار اليهود وسأله اعتقاده . فقال له أنا مؤمن بإله إبراهيم وإسحاق وإسرائيل المخرج بني إسرائيل من مصر بالآيات والمعجزات ومكتفلهم- ( ومن كفلهم ) - في التيه ومعطيهم أرض (الشام) بعد تجويزهم اليم والأردن بمعجزات ومرسل موسى بشريعته ثم آلاف أنبياء بعده مؤكدين لشريعته بالوعد لمن تحفظ بها والوعيد لمن خالفها وإيماننا لما أندرج في التوراة والخبر الطويل "( ‎יהודה הלוי –כתאב אלרד ואלדליל פי אלדין אלדליל(אלכתאב אלכזרי)-התקין הטקסט חגי בן שמאי-עמ''יב-עמ''9-10). ولقد عرف دين بني إسرائيل بداية كاعتقاد توحيدي مفاده عبادة الواحد, وبني الدين على ما أنزله رب العباد على آباء بني إسرائيل , وهم الأنبياء(إبراهيم –إسحاق –يعقوب ) الذين اعتبرهم بنو إسرائيل آباء , حملوا رسالة الله إلى أبنائهم , ومع مرور الوقت نسى بعض الأبناء دين الآباء , ووقعت عليهم النكبات من فرعون وقومه , ثم أرسل الله نبيه موسى عليه السلام بمعجزات ورسالة( قدم البعض كتيب يحتوي على سور منتخبة يقول كاتبها أنها من التوراة , حيث جاء فيها : (شهدت على نفسي لنفسي أنني أنا الله لا إله إلا أنا وحدي لا شريك لي / وأن محمدا عبدي ورسولي /ومن لم يرض بقضائي ولم يصبر على بلائي / ولم يشكر على نعمائي / ولم يقنع بعطائي فليعبد ربا سوائي / وليخرج من تحت سمائي . يرجى مراجعة : كتاب التوراة –باهتمام وأرث التاجر المشهور المرحوم نور الدين أقل عباد الله العلي يوسف علي دمجي – مطبع الصفدري 1321 هجرية – والذي تم العثور عليه في مكتبة المصطفى الإلكترونية –ص3) , لتذكيرهم بدين آبائهم وتعزز من مكانتهم بعد ذلة العبودية لفرعون وقومه , فكان دينهم مبنيا على موروث قديم ورسالة مجددة على يد نبي الله موسى عليه السلام الذي نقل إليهم تشريعا سماويا , فأصبح يشار إلي ذلك المعتقد بدين موسى( ورد أن السلوك القويم مبني على محبة آدم طبقا لدين موسى يرجى مراجعة :‎נתן שמואל ישראלאוויטש – ספרות. הוצאת klausenburg -1924– עמ''7) دلالة على تفرده وسط الشعوب والقبائل المجاورة التي عاش بنو إسرائيل بين ظهرانيهم , فتأثر بنو إسرائيل بتلك الشعوب والقبائل سلبا , دون أن يؤثر توحيد بني إسرائيل في جوارهم . دين اليهودية (التصور الإنساني) المرحلة الثانية لم يكن دين موسى كتسمية إلا دلالة على النصوص المنزلة (التوراة) كما عرضنا من قبل, إلا أن هذه النصوص لم تجمع وتحفظ حتى تصل إلينا كما أنزلت , ولكنها كتبت بعد موسى بقرون عديدة على يد كتبة مختلفي التصور والاتجاهات , غيروا وبدلوا بشهادة الباحثين في مجال العهد القديم أنفسهم ( ومن علماء العصر الحديث فلهاوزن ( الذي ترك عددا من الأعمال النقدية الهامة التي غيرت من مسار الحركة النقدية للتوراة) والذي أسس مدرسة نقدية كبيرة عملت على التوسع في تطبيق نظرية نقد التوراة على كل كتب العهد القديم بعد أن كان تطبيقها محصورا في التوراة .... وقد إنتهت هذه الدراسات الدقيقة إلى حقيقة نهائية وهي أن التوراة وبقية كتب العهد القديم ليست سجلا إلهيا ولكنها مصدرا إنسانيا لديانة اليهود . يرجى مراجعة:د محمد خليفة حسن أحمد –علاقة الإسلام باليهودية –ص 21-22 ) , معللين هذا التبديل والزيادة والنقصان بالشرح والتأويل حتى يفهم العامة المقصود من النص التوراتي , ونسبوا هذا الدين إلى شخصية يهودا بن يعقوب أحد أسباط بني إسرائيل ذلك الاسم الذي اطلق على المملكة الأخيرة لبني إسرائيل , فأصبح الدين (اليهودية) ( نجد في المشنا (العبادة على دين موسى واليهودية) ‎ראה: אוצר ישראל-אנציקלןפידיא-על יד : יהודה דוד אייזענשטיין- חלק רביעי - נויארק-1910-עמ''47) والحقيقة أن التسمية ليست صوابا من الناحية التاريخية ( فالمعروف أن بني إسرائيل تحولوا إلى يهود عندما فروا من نبوخذ نصر حين إجتاح المملكة الشمالية ودمرها وكانت تسمى إسرائيل , إلى المملكة الجنوبية التي كانت تسمى يهودا ,التي ما لبثت حتى وقعت في يد نبوخذ نصر وسيق سكانها إلى بابل في العراق , فتسمى بنو إسرائيل باليهود , وعند التدوين أصبحت الرسالة السماوية التي هبطت على نبي الله موسى عليه السلام ( التوراة )معتقدا ينسب إلى من كتب نصوصه من بني يهودا في فترة السبي .) التصور الإنساني في تدوين العهد القديم : قسمت مصادر تدوين العهد القديم تبعا لتسمية الذات الإلهية , فهناك المصدر الأول الخاص بلفظة (يهوه) الدالة على الذات ألإلهية والذي عرف بالمصدر اليهوي , حيث كانت هذه التسمية دلالة على مرحلة البداوة كما ذكر المؤرخون ( لقد اختلف النقاد في التأريخ له فاعتبره البعض من نتاج القرن العاشر قبل الميلاد ...ومن أهم خصائصه الربط بين الدين والقومية بإعتبار (يهوه) إلها لبني إسرائيل والتركيز على ارتباط الرب بشعبه المختار(كما جاء في سفر الخروج 2:14) يرجى مراجعة: د محمد خليفة حسن أحمد –علاقة الإسلام باليهودية –ص27-28), وفي تلك المرحلة صور اليهود ربهم كائنا ضخما يهوي على أعدائهم يغضب فتحمر أنفه فيقوم بأفعال طبقا للحالة المزاجية لذلك الإله ,فهو يساندهم تارة ويتركهم لأعدائهم من الشعوب والقبائل تارة أخرى والمصدر الثاني من مصادر العهد القديم (الإلوهيمي) نسبة إلى (إلوهيم) كلفظة دالة على التمدين بعض الشيء من وجهة نظر اليهود , وعلى الرغم من ذلك نجده "يقف ضد عالمية الدين والتوحيد , عندما وصف عهد نبي الله إبراهيم عليه السلام وأشار إلى التوحيد كعبادة لإبراهيم كما وصف إله إبراهيم بأنه إله العالم , وهو ينتهي في كل هذا إلى تخصيص التوحيد والوقوع نهائيا في براثن التعصب في الدين والعنصرية في العبادة ( المصدر السابق –ص29) ويبدو أن لفظة (إلوهيم ) جمعا لفظيا لكلمة (‎אלוה- إلوه -) التي كانت سائدة في المجتمع الكنعاني فأراد بنو إسرائيل إفراد ربهم بجمع صفات تلك الآلهة في إله واحد خاص ببني إسرائيل , ومع استمرار التصور الإنساني زادت مصادر التدوين للعهد القديم , فأضافوا مصدر حواشي الكهنة ثم تبعه مصدر التثنية التي تعني إعادة التشريع , ومع استمرار علماء العهد القديم في التغيير والتبديل والحذف , اتجهوا إلى حذف بعض الأسفار التي اعتبروها غير قانونية ( تلك النصوص هي " الأبوكريفا " وهو المسمى الذي أطلق على مجموعة من النصوص المقدسة ولكنها لم تقبل عندما تم تسجيل العهد القديم كأجزاء معتمدة فيه كما أنها لا تبلغ نفس درجته من القدسية عندهم ومنها نصوص ترجع إلى زمن كتابة العهد القديم ونصوص أخرى كتبت بعد الانتهاء من عصر الأنبياء والتى كانت تعالج فترة تاريخية ومنها نصوص رمزية أسطورية وأسفار أدبية وحكم ... حرمها علماء الشريعة من أحبار اليهود . يرجى مراجعة :د. منى ناظم المسيح اليهودى ومفهوم السيادة الإسرائيلية - سلسلة ثقافية بعنوان نحن وهم دار الهلال 1986 . ص 25 ) , ولم تكن الكتابات الخاصة بالعهد القديم فقط هي ما اهتم بها اليهود بل كانت كتابات أخرى مكنوزة عندهم لها وظيفة عندهم خاصة عند تواجدهم في بابل ( ويبدو أن اليهود لم يكن لديهم النصوص الدينية فحسب بل كانت عندهم نصوصا سحرية اشتهروا بها ولعل ما يؤثر " أن يهود العراق اشتهروا بالتنجيم والطلسمات وذهبت شهرتهم بعيداً في القرون الوسطى وامتدت إلى أوروبا. يرجى مراجعة غنيمة يوسف رزق الله : نزهة المشتاق فى تاريخ يهود العراق - مطبعة الفرات العراق بغداد 1924 . ص 106 ) . ولم يتوقف التصور الإنساني عند هذا الحد , بل بدأت مرحلة التفسير الذي أفضى إلى التلمود البابلي والأورشليمي , وبذلك أصبح الدين الذي تلقاه آباء بني إسرائيل ومن بعدهم موسى عليه السلام قد تغير إلى دين اليهودية الذي تغيرت نصوصه المقدسة .ثم بدئت مرحلة جديدة من مراحل التفسير, التي شهد عليها كثير من المدارس التفسيرية وخاصة ما كان منها تحت الحكم الإسلامي( إن تفسير النص التوراتى كان الشغل الشاغل لليهود وعلمائهم فلم يأت جيل إلا وطور وأدخل وأخرج الكثير من المعانى التى لم يتنبه إليها السابقون وذلك كله لمواكبة العصر الذى يعيش فيه اليهود ، ولقد كانت النظرة الفاحصة لمعانى ألفاظ العهد القديم هى السمة البارزة لدى علماء اليهود تحت الحكم الإسلامي ، فلم يكن أى منهم مجرد شارح للألفاظ بل كانت النظرة الناقدة قد تسللت إلى أذهانهم بحيث يضعون الأمور فى موضعها السليم ، ولا يتورع العالم فى أن يعلن رأيه فى لفظة أو جملة وذلك ما أعلنه مروان بن جناح بقوله " أنه يوجد فى الكتاب المقدس حوالى مائتى كلمة يجب إبدالها بأخرى حسب رأيه لأن كاتب التوراة كان يقصد كلمات أخرى ولكن سبقه القلم ليسجل تلك الكلمات . يرجى مراجعة : أوتسر يسرائيل جـ3 ، ص 161) . الدين في كتاب الخزري ينقسم إلى :- أولا :إلوهية -- ثانيا : تشريعات اتفق علماء الرسالات السماوية على أن هناك إله خالق للكون مدبر لأمره واختلفوا في ماهية هذا الإله , فمالت اليهودية إلى التجسيد( محمد السيد الجليند – قضية الإلوهية بين الدين والفلسفة مع تحقيق كتاب التوحيد لابن تيمية–دار قباءالقاهرة -2001– ص13) ومالت المسيحية للتجريد الذي انتهت منه إلى التثليث وحصحص الله الحق بالإسلام فتبينت الرؤية للذات الإلهية , لقد بدأ الحبر حواره الجدلي مع الفيلسوف ( لقد أراد اللاوي من كتابه تلقين بني عصره من اليهود الردود التي توضح حجتهم أمام الفلاسفة أولا ثم المسلمين والنصارى. يرجى مراجعة:‎ספר הכוזרי לרבי יהודה הלוי. בהעתקתו של ר' יהודה אבן תבון .נערך על יד ד''ר 'א .ציפרינוביץ . הוצאת תושיה .ורשה 1911 ע''9 ) متسائلا عن ماهية صفات الإله من رضا وسخط ( لم يهتم اللاوي في جدال ملك الخزر مع الفيلسوف بالسؤال عن أعماله (التشريعات التعبدية) كما فعل مع النصراني والمسلم لأن الفيلسوف عنده معتقد وليس لديه تشريع . يرجى مراجعة:‎ספר הכוזרי לרבי יהודה הלוי. בהעתקתו של ר' יהודה אבן תבון .נערך על יד ד''ר 'א .ציפרינוביץ.עמ''10 ) دون ذكر للدين أو المعتقد , حيث يتفق الجميع على المعتقد بناء على الإله الذي يدين به المرء اعتقادا , فكانت إجابة الفيلسوف بعيدة عن الوحي , فلقد أكد لملك الخزر أن البارئ لا يصح أن يكون له رضا أو سخط لأن ذلك من باب التغير ولا يجوز للبارئ أن يتصف بالتغير وهذا يعني أن عقل الفيلسوف لا يقبل مبدأ الغاية( سأل التلميذ : هل وجود الإنسان له غاية ؟ فأجاب الحبر :ولما لا أن غاية إيجاد كل شئ هي العبودية لإرادة الأحد الكبير يرجى مراجعة :‎רבי שלמה בן- גבירול .ספר מקור חיים .תרגמו בפעם הראשונה מרומית ד''ר יעקב בלובשטיין–הוצאת בסיוע מוסד הרב- קוק.תל אביב.שנת תש''י.עמ''6 ) من الخلق , فليس عند الفلاسفة عبودية مطلقة لإرادة الخالق , ولو أن الأعمال البشرية لا تقييم لها من قبل الخالق فلما يحسن المحسن ولما لا يزيد السيئ من إساءته , والتسليم بذلك من شأنه أن يمحى السلوك القويم والاستقامة من معتقدات البشر التي مع عدم وجودها فناء للحياة البشرية , وتكون العقيدة درب من دروب الضلال العقلي الذي لا طائل منه , وربما يصور العقل هذا لبعض الفلاسفة حتى لا يلتزمون بأوامر تشريعية بشكل مسبق , فلا يخضعون لعقاب ولا إثابة على أفعالهم . كما فعل فيلسوف الخزري حينما قال في تعليله لحاكم الخزر "קאלת אלפלאספה אנה כלקך פעלי אלמגאז לאנה עלה אלעלל פי כלקה כל מכלוק לא לאנה מקצוד מן קבלה נעם ולא כלק קט אנסאנא לאן אלעאלם קדים לם יזל ינשא אלאנסאן מן אנסאן קבלה תתרכב פיה צור וכלק ואכלאק מן אביה ואמה וקראבתה וכיפיאת אלאהויה ואלבלדאן ואלאגדיה ואלמיאה מע קוי אלאפלאך ואלדרארי ואלברוג באלנסב אלחאצלה מנהא"( ‎יהודה הלוי –כתאב אלרד ואלדליל פי אלדין אלדליל(אלכתאב אלכזרי)-התקין הטקסט חגי בן שמאי-עמ''יב-עמ4) "قالت الفلاسفة أنه خلقك فعلى المجاز لأنه علة العلل في خلقه كل مخلوق , لا لأنه مقصود من قبله . نعم ولا خلق قط إنسانا لأن العالم قديم لم يزل ينشأ الإنسان من إنسان قبله تتركب فيه صور وخلق وأخلاق من أبيه وأمه وقرابته وكيفيات الأهوية والبلدان والأغذية والمياه مع قوى الأفلاك والدراري والبروج بالنسب الحاصلة منها( ‎ר. יהודה.הלוי –ספר הכוזרי -הוצאת על יד דון צבי – -עמ'' xv1 ) وهذا يعني أن التفكر في ماهية الله عند الفلاسفة يميل إلى الرمزية المفرطة التي تميل إلى التأويل الذي يفضي إلى الضلال البين( يرى الغزالي أن الخلاف بين الفلاسفة وغيرهم من الفرق ينحصر بين ثلاثة أقسام 1-تسميتهم صانع العالم تعالى بالجوهر مع تفسيرهم بأنه الموجود...الذي لا يحتاج إلى مقوم يقوم ذاته ,2-ليس من ضرورة في تصديق الأنبياء والرسل صلوات الله وسلامه عليهم ,3-القول بالنزاع في حدوث العالم و صفات الصانع وبيان حشر الأجساد والأبدان وقد أنكروا جميع ذلك . يرجى مراجعة : الإمام الغزالي –كتاب تهافت الفلاسفة - طبع على نفقة مصطفى البابي الحلبي وأخويه –مصر –بدون تاريخ-ص 4) فيتبعه نفي مشيئة الإله في خلقه وعدم رغبته في إتباع أوامره , ويبدوا أن اللاوي قد غير في بعض آراء الفلاسفة عند عرضه لقضية (حدوث العالم وقدمه) فلقد اكد الغزالي في كتابه تهافت الفلاسفة على عدم تصديق الفلاسفة بحدوث العالم , وأن الفلاسفة الأصل عندهم الاختلاف والظن والتخمين وليس الاتفاق واليقين ( يرجى مراجعة :–المصدر السابق – ص4 ) وأن السبب الأول هو العلة ثم تتابعت الأسباب , وهذا يعني ترك الإله لخلقه بعد الخلق الأول , وجعل التسلسل قاعدة ارتباط الخلق بالقوى المخلوقة أيضا . الإلوهية عند بني إسرائيل والترتيب الزمني للمسميات الدالة على الإله : وقبل الحديث عن الإلوهية عند بني إسرائيل , كان لابد من عرض الرؤية الخاصة بهم المتعلقة بالذات الإلهية عند بني إسرائيل ثم بعد أن أصبحوا بني يهودا , فلقد قسم العهد القديم في أسفاره تسميات الإله طبقا لمراحله الزمنية المختلفة :- مرحلة الآباء : (إبراهيم وإسحاق ويعقوب عليهم السلام) وفيها أطلقوا لفظ ( ‎אל- إيل ) وهو يعني في العبرية الوعل أو ذكر الأيل الذي يجمع القطيع وراءه فيقودهم إلى المرعى . مرحلة تدوين العهد القديم : وفيها سادت لفظتان للدلالة على الإله وهما (‎אלהים-إلوهيم – יהוה يهوه ) مرحلة التفاسير والشرح : ساد لفظ (‎אדוני- أدوناي ) وهي تعني ساداتي في حالة الجمع وليس الإفراد . مرحلة المشنا وما بعدها : دخلت كلمة (‎יי ( كما في مقولة : - ‎ויבקש את יי לשפט בינו ובין נדן (فيطلب من الرب الحكم بينه وبين نادان) ‎אבינעם ילין - ספר אחיקר החכם– הוצאת מוריה דביר(ברלין-ירושלים)דפוס בית שמאי –שנת 1923–עמ''ג 58 وبرى البعض ؛ "أن المراد بالعلة هو الفاعل المستقل بالفاعلية وهو في مجموع كل جزء منه ممكن لابد أن يكون فاعلا لكل من الأجزاء على معنى أنه لا يستند شيء منها بالمفعولية إلا إليه أو إلى ما صدر عنه وإلا وقع بعض أجزائه بفاعل آخر لم يصدر عنه ) ييا) وهي إختصار دال على الإله الذي لا يجب ذكره تصريحا كما أوصت بعض التفاسير , ويبدو أن اليهود تأثروا في هذه المرحلة بثقافات كثيرة حولت نظر اليهود إلى الاتجاه الفلسفي المعيب الذي يميل إلى رؤية الإله على أنه رمز لا يفسر ويترك للتعليلات( يرجى مراجعة: القاضي عضد الدين الإيجي –الإلهيات والسمعيات من كتاب المواقف –مع شرح العلامة علي بن محمد الجرجاني – طبعة لبسيا – ألمانيا – 1916 - ص4 ) والتحليلات الظنية مرحلة التصوف اليهودي (القبالاه):وجود كلمة (‎הקב''ה - القباه)( ‎דוד קאהן – הרצאות ומאמרים אברהם יגל יצחק ירנן–ברוקלין . נואיארק- שנת תש''ס– עמ''5 ) للدلالة على الرب ولقد عرف بنو إسرائيل الذات الإلهية إرثا من آبائهم كما يدعون , ولم تذكر المصادر اليهودية الحديثة شيئا عن التبشير بالوحدانية , إلا أن تلك المعرفة للإله كانت تميل إلى التجسيد كما جاء على لسان كتبة العهد القديم( يرى وول ديورانت : أن العلماء مجمعون على أن أقدم ما كتب من أسفار التوراة هو سفر التكوين , وقد كتب بعضه في مملكة يهودا وبعضه في مملكة إسرائيل , ثم تم التوافق بين ما كتب هنا وهناك بعد سقوط دولتي اليهود , والرأي الغالب أن سفر التثنية من كتابة عزرا , ويبدو أن أسفار التوراة الخمسة اتخذت صورتها الحاضرة حوالي عام 300 ق.م يرجى مراجعة: السموءل بن يحي بن عباس المغربي –بذل المجهود في أفحام اليهود – قدم له عبد الوهاب طويلة -دار القلم دمشق –الدار الشامية بيروت 1989–ص136 ) , إلا أن التجسيد كان له أطوارا( لقد صورت كتابات العهد القديم الذات الإلهية صورا مادية أقرب إلى البشرية , كما جاء في قصة مصارعة الرب ليعقوب وتسميته بإسرائيل يرجى مراجعة: د خالد عبد الحليم عبد الرحيم السيوطي –الجدل الديني بين المسلمين وأهل الكتاب بالأندلس - دار قباء للطباعة والنشر والتوزيع –القاهرة-2001–ص153 , وعند دخول مصر في عصر نبي الله يوسف عليه السلام استمروا على دين آبائهم دون تبشير لأهل مصر بوحدانية الإله. ثم بدأ عصر جديد لبني إسرائيل في زمن نبي الله موسى عليه السلام الذي استطاع أن ينقذ بني إسرائيل من فرعون , ثم بدأت مرحلة جديدة في التصور الإلهي للمعبود, وهنا لابد أن نسأل : لماذا لم يتطرق العقل الإسرائيلي لماهية الذات الإلهية في مصر مع بداية دعوة نبي الله موسى عليه السلام ؟ ولعل الإجابة قد تكمن في عدم اهتمام بني إسرائيل بماهية الإله مع وجود حاكم مسلط عليهم لا يستطيعون الفكاك منه , أو ربما اعتادوا على تسلطه فجعلوا منه إله مجبرين من قوم فرعون , وبعد خروجهم ورؤيتهم للمعجزات عادوا إلى معرفة إله آبائهم , ثم ما لبثوا أن ذهبوا يتشبهون بما جاورهم من الوثنيين في أرض سيناء , ثم تنطعوا فطالبوا نبيهم بظهور الذات الإلهية بشكل مادي , ثم عوقبوا على ما فعلوا ثم عادوا لما نهوا عنه فيئس نبي الله موسى منهم . ثم تأرجحت المعرفة لديهم بالذات الإلهية مابين التجسيم والمجهول ثم طالبوا بتسلط بشري متمثلا في ملك يتخذوه آمرا عليهم وأخيرا تأتي الفترة قبل النهائية للتصور الخاص ببني إسرائيل للذات الإلهية , وذلك مع انقسام المملكة ودخولهم في السبي البابلي تحت مسمى بني يهودا , ثم عوقبوا بعدم مباشرة طقوسهم على يد نبوخذ نصر , ومع سقوط الدولة البابلية وتملك الدولة الفارسية بدء اليهود في تجميع ما كتب من قبل وبدأوا في تدوين و كتابة العهد القديم مجمعا بعد أن كان رتقا يضم أجزاء منه حفظت بشكل فردي , ومع التدوين بدأت مرحلة الدلالة اللفظية للذات الإلهية .) , ومن ناحية أخرى يرى البعض أن إله بني إسرائيل كان له مسمى جاء في التوراة التي أنزلها الله على نبيه موسى عليه السلام مستشهدا (شهدت على نفسي لنفسي أنني أنا الله لا إله إلا أنا وحدي لا شريك لي)( كتاب التوراة –باهتمام وأرث التاجر المشهور المرحوم نور الدين أقل عباد الله العلي يوسف علي دمجي –ص3 ) وإن صح المصدر فإن لفظ الجلالة كان المسمى الصحيح الذي تم تلقينهم به في الرسالة المنزلة , وربما هذا ما دعى اللاوي إلى استخدامه في كتابه الخزري للدلالة على الرب . وعندما تعرض اللاوي للجدال حول معتقد اليهود بدأ حديثه على لسان ملك الخزر قائلا :-"قال الخزري قد كنت عازما إلا أسال يهوديا لعلمي بتلاف آثارهم ونقصان آرائهم إذ المنحسة-( فأل سيئ)- لم تترك لهم محمدة فهلا قلت يا يهودي أنك تؤمن بخالق العالم وناظمة ومدبره وبمن خلقك ورزقك وما أشبه هذه الأوصاف التي هي حجه كل ذي دين ومن أجلها يتبع الحق في العدل للتشبه بالخالق في حكمته وعدله( ‎יהודה הלוי –כתאב אלרד ואלדליל פי אלדין אלדליל(אלכתאב אלכזרי)-התקין הטקסט חגי בן שמאי-עמ''יב-עמ9) .قال الحبر هذا الذي تقول هو الدين القياسي السياسي يؤدي إليه النظر وتنطوي فيه { شكوك } كثيرة فسل الفلاسفة عنه ولن تجدهم متفقين علي عمل واحد ولا اعتقاد واحد إذ هي دعاوي منها ما يقدرون إن يبرهنوا عليها ومنها ما يقنعون فيها ومنها ما ليس يقنعون فيها فضلا عن البرهان . قال الخزري أري كلامك يا يهودي أشبه من فاتحته وقد أريد الزيادة . قال الحبر بل فاتحه كلامي هو البرهان بل هو العيان وغني عن ذلك وبرهان "( المصدر السابق-עמ''יב-עמ9) لم يأت اللاوي بأي تسمية للإله , كما جاءت في العهد القديم أو التلمود ,وقدم لفظ الجلالة دلالة على رب اليهود , كما سبق من القول , وهذا ما لا يجوز ترجمته ولا نقله للدلالة على مسمى آخر , وهذا ما جعل ملك الخزر يتحير في أمره فكل مسمى إله جاء في كتاب الخزري كتب (الله) فأراد ملك الخزرالزيادة لكي يفهم ماهية الإله الذي يؤمن به الحبر اليهودي خاصة وأنه عبر عنه بلفظ الجلاله الوارد في الدين الإسلامي . لفظ الجلالة لا يجوز ترجمته ولا استخدام لفظ (الله) بدلا من (رب) في العبرية. بالرغم من عدم جواز ترجمة لفظ (الله ) ,إلا أن مفسري كتاب الخزري ومترجمه إلى العبرية أتى بألفاظ مختلفة" ‎השכל הפועל : العقل الفعال – רצון אלהים : إرادة رب "( ‎ספר הכוזרי –לר' יהודה הלוי –עם שני הבאורים המפורסמים : קול יהודה ואוצר נחמד– בדפוס ר' יצחק גאלדמאן –ווארשא- ונדפס מחדש בישראל – בשנת תש'ט–עמ''36 )"הבורא : الخالق "( المصدر السابق –עמ'41) ولم يكتف المفسر والمترجم بتغيير اللفظ الدال على إله بني إسرائيل بل زاد وترجم لفظ الجلالة الدال على إله المسلمين(الله) " ‎אלהים של ישמעאל :رب إسماعيل –תורת אלהים :شريعة الرب , بدلا من لفظ قرآن ,דברי אלוהים :أقوال الرب ,بدلا من لفظ كلام الله "( المصدر السابق –עמ'47) وهذا يعني عدم أمانة المترجم والمفسر في نقل الأسماء التي تعتبر أصولا لغوية إسلاميه قاصدا من ذلك تضليل القارئ للنص باللغة العبرية . "قال الحبر وبمثل هذا أجبتك إذ سألتني وبمثل هذا فاتح موسي فرعون إذ قال له إله العبرانيين أرسلني إليك يعني اله إبراهيم وإسحاق ويعقوب إذ كان أمرهم مشهورا عند الأمم وانه صحبهم أمر الهي وعني بهم وقضي لهم العجائب ولم يقل له رب السماء والأرض أو خالقي وخالقك أرسلني وكذلك فاتح الله خطابه لجمهور بني إسرائيل إنا الله معبودك الذي أخرجتك من بلد مصر . ولم يقل انا خالق العالم وخالقكم فهكذا فاتحتك "( ‎יהודה הלוי –כתאב אלרד ואלדליל פי אלדין אלדליל(אלכתאב אלכזרי)- -עמ''יב-עמ9 ) ثم يوضح الحبر أن إله بني إسرائيل هو إله العبرانيين الأوائل مستشهدا بما قاله العهد القديم على لسان نبي الله موسى عليه السلام , وما أن رأى الجدال قد وصل إلى ما يريده فصرح أن إله بني إسرائيل إله خاص بهم ولا سبيل إليه إلا بالدخول في معتقدهم , ومع ذلك فإن الداخلين إلى هذا الدين ليسوا على درجة بني إسرائيل وأحفادهم . "يا أمير الخزر إذ سألتني عن إيماني جاوبتك بما يلزمني معشر بني إسرائيل الذين صح عندهم ذلك العيان ثم التواتر الذي هو كالعيان .قال الخزري فإذا شريعتكم إنما هي وقف عليكم . قال الحبر نعم ومن إنضاف إلينا من الأمم خاصة بنيل من خيرنا ولم يستو معنا ولو كان لزوم الشرع من اجل ما خلقنا لأستوي فيها الأبيض والأسود إذ كلهم خلقته تعالي لكن الشرع من اجل إخراجه لنا من مصر اتصاله بنا لكوننا الصفوة من بني آدم "( المصدر السابق -עמ''יב-עמ12) وهذا يعني أن السمو والرفعة لليهود لايتساوى فيه اليهود من بني إسرائيل والمتهودون من غير بني إسرئيل , وهو مايقدم للمتلقي نظرة غير حيادية , وهو ما يناقض التبشير باليهودية وبالتالي لايكون الداخل إلى دين اليهود مساويا لبني معتقده من نسب بني إسرائيل , وعلى ذلك فإن حديث الحبر مع الملك دربا من دروب الجور . لفظ الجلالة والأسماء الحسنى في الخزري لقد استخدم اللاوي في كتاب الخزري لفظ الجلالة (الله ) مخالفا للمسميات الواردة في العهد القديم الدالة على الرب , وزاد على ذلك عندما أتى بأسماء الله الحسنى الواردة في القرآن الكريم دون إشارة إليه من قريب أو بعيد . "قال الحبر قد كفيتني بقولك هذا كثيرا من جوابك أتنسب هذه الحكمة الموجودة في خلق النملة مثلا إلي فلك أو إلي كوكب أو إلى غير ذلك حاشا البارئ القادر المقدر الذي يعطي كل شئ حقه دون زيادة ولا نقصان "( المصدر السابق -עמ''יב-עמ18).. ويسرد اللاوي الألفاظ الدالة على الذات الإلهية مرة على لسان الحبر وأخرى على لسان ملك الخزر فنجد في الفقرة السابقة (البارئ –القادر – المقدر) وهي من الأسماء الحسنى الواردة في القرآن الكريم دون الأسفار اليهودية , كما نجد تعبيرا قرآنيا في (الذي أعطى كل شئ حقه) كما جاء في قوله تعالى ( قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى) سورة طه - الآية 50 , قال الخزري فما أراهم إلا أضلونا بهذه الأسماء وجعلونا مشركين بالله في قولنا الطبيعة حكيمة فاعله وربما قلنا خالقه {علي} فحوي كلامهم .... "قال الحبر نعم لكن للعناصر والقمر والشمس والكواكب أفعال بطريق التسخين التبريد والترطيب والتيبيس وتوابعها من غير أن ينسب إليها حكمة بل سخره وأما التصوير والتقدير والتبرير وكل ما فيه حكمه لغرض فلا ينسب إلا للحكيم القادر القاهر فمن سمى هذه التي تصلح المادة بالتسخين والتبريد طبيعة لم يضر إذا نفي عنها الحكمة كما ينفي عن الرجل والمرأة خلقة الولد إذا اجتمعا وإنما هما من أعوان المادة القابلة لصورة الإنسان {والصورة} من عند المصور الحكيم"( المصدر السابق-עמ19-20) وربما كان الدين الأول لبني إسرائيل يحمل بين صحائفه وألواحه بعضا من الأسماء الحسنى ثم تغيرت الألفاظ وبدلت كما تبدل الكثير في أسفار اليهود , وبقيت بعض الصحف مكنوزة عند اليهود في الأندلس فأرجعوا الألفاظ الدالة على الأسماء الحسنى مع لفظ الجلالة , إلا أن المترجم اليهودي لم يقبل هذه الألفاظ فغير بيديه ما فعله صاحب النص وهو يهودا اللاوي , وهو مما لا يجوز لأمانة النقل وحفاظا على الروح العامة لنص الخزري. ثانيا التشريعات في كتاب الخزري وعند الحديث عن التشريع في كتاب الخزري نجد أن ملك الخزر ذكر كلمة تشريع لله حين يقول "קאל אלכוזרי בלי כאני אראני מצטרא אלי מסא'ילה אליהוד לאנהם בקיה בני אסרא'יל לאני אראהם הם אלחגה פי אן ללה שריעה פי אלארץ " ( - المصدر السابق עמ 9) قال الخزري بلى كأني أراني مضطرا إلى مسائلة اليهود لأنهم بقية بني إسرائيل لأني أراهم هم الحجة في أن لله شريعة في الأرض . وهذا يعني أن ملك الخزر قد أيقن بالتوحيد , وأنه أيقن بالإلوهية لله , وهذا شق الدين ,فاتجه إلى معرفة التشريع الخاص بالله ليكتمل دينه , إلا أن الكاتب وهو في سبيله لتهويد ملك الخزر يقع في أمر بالغ الأهمية , فيكشف أن اليهود ما هم إلا بقية بني إسرائيل , وهذا يؤكد أن هناك طائفتين .... الأولى : بني إسرائيل وهم أصحاب التشريع المنزل عليهم من السماء والثانية : اليهود بكونهم بقية بني إسرائيل إلى جانب المتهودين بعد ذلك , فلقد تلقت الطائفة الثانية التشريع من الطائفة الأولى ,التي كانت تختصر التشريع في بني إسرائيل فقط , ولكن الطائفة الثانية جاءت بتشريع مخالف لما جاء به التشريع الأول , أو بتعبير آخر موافق لمقتضى الحال , وربما مطابق لأهواء رجال الدين . و أرى أن اليهود ضاقوا بالتشريع ونسوا ما ذكروا به , فتركوا شريعة موسى عليه السلام إلى شريعة الحاخاميم التي تعتبر مزجا من التوراة والتعليم (التلمود) المسمى عندهم التوراة الشفوية ( ‎ד''ר בנימין מנשה לוין –רבנן סבוראי ותלמודם– הוצאת אחיעבר –תל אביב –ירושלים – שנת תרצ''ו–עמ''1 ) . التشريع بين الوحي والتصور الإنساني في كتاب الخزري لقد كانت التوراة هي المصدر التشريعي الأول دون تفسير أو تفصيل , فقد أكد بعض الباحثين أن " العهد القديم يحتوي في الأساس على جميع الوصايا الموسوية الخلقية , ونجد فيه إنذار بعدم إضافة أو حذف كلمة من الشريعة المكتوبة "( د.محمد ضياء الرحمن الأعظمي –دراسات في اليهودية والمسيحية وأديان الهند–مطبعة الرشد ناشرون –المملكة العربية السعودية -2003 –طبعة ثانية–ص234 ) , وهذا ما أكده المصدر الذي دون من خلاله العهد القديم( سفر التثنية(2:4) " لا تزيدوا على كلام الذي أنا أوصيكم به , ولاتنقصوا منه لكي تحفظوا وصايا الرب إلهكم التي أوصيكم بها ) , تلك الشريعة التي استمر العمل بها طوال فترة تواجد بنو إسرائيل في العصر الأول , والذي سبق الحديث عنه ( يرجى مراجعة : ديانة بني إسرائيل العصر الأول ضمن ثنايا البحث .) , ومع هذا لايذكر اليهود شيئا من النصوص التشريعية التي سبقت رسالة نبي الله موسى , وهذا يعني أنه كان هناك تدخل بشري في النصوص السابقة التي أوحي بها إلى الأنبياء قبل نبي الله موسى عليه السلام , مما أفسد هذه التشريعات الواردة في النصوص , فكان لزاما أن يرسل الله نصا جديدا يعيد بني إسرائيل إلى الوحي الإلهي . التشريع بالوحي (الألواح )كما جاء في كتاب الخزري وعندما تعرض كتاب الخزري للتشريع , كانت رؤيته مختلفة , خاصة وأن كتاب الخزري يعود إلى القرن الثاني عشر بعد الميلاد , أي بعد حوالي 2700 عام من وفاة موسى ,فقدم كتاب الخزري هذا التشريع على أنه سابقة أولى للتشريعات ,فاعتبره القانون الذي سبق بنو إسرائيل به البشر الغارقين في جهل البحث عن النافع والضار من التشريعات الوثنية حيث قيل : فهكذا صار الناس قبل موسي حاشى القليل ينخدعون للنواميس النجومية والطبيعة وينتقلون من ناموس إلي ناموس ومن اله إلي اله وربما تمسكوا بكثير منها وينسون مدبرها ومصرفها وجعلوها سبب منافع وهي بأعيانها سبب مضار بحسب التهيؤ والاستعداد وأما المنفعة بذاتها فهو الأمر الإلهي والضار بذاته هو عدمه قال الخزري ارجع بنا الي الغرض وأعلمني كيف نشأ دينكم ثم كيف نشا وظهر وكيف تالق الكلمه بعد ما اختلفت وفي كم من المدة تأسس الدين وأنبنى حتى تشيد و تم لأن مبادئ الملك لا محالة انما تكون بافراد يتضافرون علي نصرة الرأي الذي يشاء الله اظهاره فلا يزالون يكثرون وينصحون بأنفسهم او يقوم لهم ملك ناصر يقهر الجماهير علي ذلك الرأي( ‎יהודה הלוי –כתאב אלרד ואלדליל פי אלדין אלדליל(אלכתאב אלכזרי)-עמ21) لقد أظهر اللاوي في كتابه الخزري حالة المجتمع البشري وما به من تدني , بعيدا عن التشريع السماوي الذي يفتقر إليه البشر دائما , لعلة التفريق بين النافع والضار في السلوك الحياتي والتعبدي , والذي اتفق البشر بالرغم من اختلافهم على أنه مرضاة للإله , بغض النظر عن ماهية هذا الإله , ولم يكن التشريع في بداية الأمر هو الأهم , لأن مجتمع بني إسرائيل كان في عهد موسى عليه السلام يتأرجح مابين التوحيد والتجسيم والإشراك , ولعل أكبر دليل على أن بني إسرائيل لم يجتازوا المرحلة الأولى من الدين (الإلوهية) ,فهم دائما يبحثون عن شكل مادي يخلعون عليه تسمية إله لذا تشككوا في أمرين :- أولا : في نبوة نبيهم , وهذا ما أوضحه اللاوي حين قال :- "وذلك أن القوم مع ايمانهم بما يأتي به موسي عليه السلام بعد هذه المعجزات بقي في نفوسهم شك كيف يخاطب الله البشر كي لا يكون مبدأ الشريعة من رأي وفكرة من قبل الانسان يصحبه إلهام وتأييد من عند الله اذ كانوا يستبعدون الخطابه من غير بشر اذا الخطابه جسميه فأراد الله ازاحة هذا الشك عندهم وأمرهم بالتزام بالباطنة والظاهرة وجعل أوكدها اعتزال النساء والتهيؤ والتأهب لسمع كلام الله واستعد القوم وتأهبوا لدرجة الوحي بل لسماع الخطاب جهرا كلهم وكان ذلك بعد 3 ايام بمقدمات هول عظيم من بروق ورعود وزلازل نيران حفت بالمسمي طور سيني وبقيت تلك النار طول 40 يوما علي الجبل يراها القوم ويرون موسي داخلا اليها وخارجا عنها وسمع القوم الخطاب فصيحا ب 10 كلمات هي أمهات الشرائع وأصولها إحداها السبت وقد كان "( المصدر السابق -עמ24) ونرى أن التشريع المنزل على بني إسرائيل كان كافيا لهم , خاصة بعد حدوث المعجزات ا الشرائع وأصوله) فكان من الأحرى الإتباع وعدم الإشراك , إلا أن بني إسرائيل أفسدوا الشق الأول من الدين بعبادة العجل بعد أن جاءهم الحق من عند الله . ثانيا :عبادة العجل بين الإقرار والرفض في كتاب الخزري لم يكتف اليهود بالتشكيك في نبوة موسى عليه السلام , بل تطاولوا في التجسيم فاتخذوا عجلا وعبدوه من دون الله كما جاء على لسان ملك الخزر ونفاه الحبر فقال : قال الخزري انظر يا حبر تصحبك هوادة في وصف محامد قومك وتترك مشهور عصيانهم مع هذه المشاهد فإني سمعت أن في أثناء هذا اتخذوا عجلا وعبدوه دون الله ..قال الحبر ذنب شنع عليهم لجلالتهم والجليل من عدت خطاياه المصدر السابق -עמ27)...) ثم يعود اللاوي مقرا بهذا الذنب الذي ادعى أنه تشنيع على بني إسرائيل فيقول : تفترق فرقا وتختر الاراء والظنون حتى لجأ قوم منهم الي أن طلبوا معبودا يؤمونه كسائر الأمم من غير {أن} يجهدوا ربوبية من أخرجهم من أرض مصر بل أن يكون ذلك موضوعا لهم يشيرون اليه إذا وصفوا عجائب ربهم كما فعل المؤمنون بتابوت موسي عليه السلام قائلين أن الرب هناك .( المصدر السابق -עמ30-31) وعلل اللاوي التجسيم دفاعا عن عبادة العجل الذي نفاها من قبل . مستشهدا بباقي النحل والأديان فيقول : فهذه القصة تهول وتشنع عندنا لارتفاع المعبودات المصوره من أكثر الملل في زماننا هذا وتهون في ذلك الوقت لكون جميع الملل متخذين صورا فلو كان ذنبهم انهم اتخذوا بيتا ما باختيارهم للعبادة وجعلوه قبلتهم وقربوا فيه وعظموه لما عظم الامر لما نحن عليه اليوم من اتخاذنا البيوت باختيارنا وتعظيمنا لها وتبركنا بها وربما قلنا ان الله يحلها وملائكته تحف بها ولولا الضرورة لتأليف جماعتنا لكان هذا منكرا( المصدر السابق -עמ"32) ذكر اللاوي في تعليله لعبادة العجل سردا لا يقبله العقل السوي , فأتى بمثال اتخاذ بيت الله الحرام قبلة للمسلمين , والمماثلة هنا غير صحيحة وفي غير محلها . حيث بيت الله الحرام ليس تجسيما ولا تصويرا كما ادعى اللاوي , ولكن اللاوي يفصح أن اتخاذ العجل مشابهة للأمم المجاورة لبني إسرائيل التي تبحث عن معبود يؤمونه . ويبدو أن بني إسرائيل قد نسوا باتخاذهم العجل تلك الآية الكبرى في انشقاق البحر وقبلها الآيات والمعجزات في مصر أمام فرعون , تلك ال معجزات التي يصفها اللاوي بقوله :- . فأرسل موسي وهارون عليهما السلام علي ضعفهما وواقفا فرعون علي قوته بالآيات والمعجزات وخرق العادات ولم يقدر أن يحتجب عنهما ولا أن يأمر فيهما بسوء ولا أن يحجب نفسه عن الآفات الي الحاله بأهل مصر في مياههم ثم في أرضهم ثم في هوائهم وفي أبنائهم وفي طرفة عين شطر الليل أجل من كان في منازلهم وأحبهم إليهم كل ولد بكر ولا دار دون ميت حاشى دور بني إسرائيل وكل هذه الآفات تنزل بهم بإذن وإنذار ووعد وترتفع بإذن وإنذار بحيث يعتقد أنها مقصودة من إله مريد يفعل ما شاء ومتي شاء لا طبيعيه ولا نجومية ولا اتفاقية فخرج بنو اسرائيل بأمر لله في تلك الليله ( المصدر السابق -עמ24) ويبدو أن بني إسرائيل بعد إفسادهم مبدأ التوحيد قد ثقل عليهم التشريع المنزل عليهم من السماء, والذي تأكدوا من قدسيته , فانتهجوا شرعا آخر , يكون فيه العوض , ويتحمل عنهم رجال الدين تبعية التشريع الذي جاء به رجال الدين ( الحاخميم ) من عند أنفسهم . التشريع بالتصور الإنساني وظهور التلمود( التوراة الشفوية) ومع التشريع المنزل وحيا مكتوبا وجد اليهود أنه لابد من تشريع مفسر بعقلية بشرية يطابق مقتضى حال اليهود فلقد قيل " لم يتضح في التوراة عدد الصلوات, ولكن عزرا وبيت قضائه قننوا صلاتين في اليوم "( ‎משה בר''ש –ספר דת ודין –מלוקט מהספר הגדול יד החזקה להרמב"ם - בדפוס של אדעססקי וויעססניקי – אדעססא -1888- עמ''16) , ويبدو أن التشريعات الحياتية لقد اقتبس رجال الدين اليهود كثيرا من الكتابات الحكمية والأقوال المأثورة وضمنوها كتاب العهد القديم ,ومن هذه الكتابات نجد كتاب احيقار يظهر واضحا في تدوين العهد القديم وما جاء به من تشريعات حياتية يرجى مراجعة: ‎אבינעם ילין - ספר אחיקר החכם– הוצאת מוריה דביר(ברלין-ירושלים) –עמ''12 لم يكتف بها رجال الدين , ولكن تشريعاتهم طالت الأوامر التعبدية , إلا أن هؤلاء المشرعين لابد لهم من تقديس يحول بينهم وبين رفض العامة لتشريعاتهم , ولما لا ... وهم من تسموا (أرباب)( أرباب جمع رب وهو اللقب الذي كان يسبق أسماء رجال الدين اليهود الذين كان لهم حق التشريع والطاعة ) فكان لهم حق التشريع , إلا أن التعريف بهم من قبل اللاوي جاء على خلاف الكلمة السابقة , وهذا ما أوضحه اللاوي في كتابه الخزري . ...قال الحبر انما يقوم وينشا علي هذه الصفه النواميس العقليه التي مبدؤها من الانسان وإذا ظهر وصحبه التوفيق قيل إنه مؤيد من الله( ‎יהודה הלוי –כתאב אלרד ואלדליל פי אלדין אלדליל(אלכתאב אלכזרי)- עמ24) ونرى في هذا التصريح من اللاوي دلالة واضحة على إقراره بالتشريع على يد رجال الدين( ‎דניאל שטענפעלד- ספר החקים והתקנות – אשר חקקה יתקנה לה הישיבה הקדושה - הוצא בעיר בראדשין – בשנת התרס''ה –עמ''11 ) , الذين وصفهم اللاوي في آخر العبارة (مؤيدين من الله ) , وربما تكون هذه الكلمة من التأثيرات الصوفية الإسلامية التي استقاها اللاوي من معايشته للمسلمين وقراءته في الفكر الإسلامي , فتفاعل مع الثقافة الإسلامية دون أن يفصح . قال الخزري . اذا فلا جديد بعد شريعتكم غير جزئيات أخبار الجنه والنار ورتبتها وتكرير ذلك الاكثار منه ..قال الحبر نعم ولا ذاك ايضا جديد لان الاحبار قد اكثروا في ذلك حتى إنك لا تسمع من ذلك شيئا إلا وتجده للأحبار أن طلبته( ‎יהודה הלוי –כתאב אלרד ואלדליל פי אלדין אלדליל(אלכתאב אלכזרי)-עמ41) والحقيقة أن اليهود لم يتلقوا ما أدخلوه زيادة في تشريعهم عن نبي الله موسى عليه السلام كما يدعون بالتوراة الشفوية , لأنهم لم يقدموا دليلا على ما يدعون , ولأنهم اختلفوا فيما بينهم في مرواياتهم التي تعاقبت جيلا بعد جيل , بداية بكتبة العهد القديم نهاية بالتلمود . التصور الإنساني السليم يؤدي إلى التصديق بالوحي :- لقد فطن أحد اليهود ممن فتح الله عليهم بالإسلام إلى التصور الإنساني السليم و التفكر بالعقل السليم فقال :"ثم إني لما هذبت خاطري بالعلوم الرياضية ولاسيما الهندسة وبراهينها , راجعت نفسي في اختلاف الناس في الأديان والمذاهب فعلمت أن العقل حاكم يجب تحكيمه على كليات أمور عالمنا هذا , إذ لولا أن العقل أرشدنا إلى إتباع الأنبياء والرسل , لما صدقناهم في سائر ما نقلنا عنهم "( السموءل بن يحي بن عباس المغربي –بذل المجهود في أفحام اليهود – قدم له عبد الوهاب طويلة -دار القلم دمشق –الدار الشامية بيروت 1989 –ص14) وهذا يعني أن إعمال العقل في النص المنزل على الأنبياء والرسل يفضي إلى الرشد , فيكون المرء موقنا بالنص وبالنبي حامل النص إلى قومه , فيقطع الطريق على من يأول النصوص ويخرجها عن معناها الحقيقي , فيؤدي ذلك لإختلاف في التشريع , ويصبح التشريع بيد رجال الدين ويتلاشى التشريع الإلهي بين متبعي رجال الدين . خاتمة البحث وفي نهاية البحث نستطيع القول بأن يهودا اللاوي قد تشبع بالثقافة الإسلامية وماكان يجري من مجادلات وحوار عقلي ساد بين علماء الكلام المسلمين , فقام بتوظيف ما وصل إليه من علوم لخدمة معتقده اليهودي , الذي رأى فيه أفضلية لم تحظ به معتقدات أخرى كانت سائدة في عصره , واختار سرد قصة مملكة الخزر ليقدمها إلى قومه من اليهود حتى يدلل على عقلانية معتقده , وربما كان ذلك لتشكك بعض اليهود في معتقدهم وكفرهم به واللحاق بالإسلام , وقام باستخدم العربية اليهودية في كتابه حتى يصل إلى كثير من اليهود الذين شاعت اللغة العربية بينهم , واقتصر إستخدام اللغة العبرية على النص الديني , وربما تحول النص الديني لليهود في بعض الأحيان إلى العربية اليهودية أيضا. ومن خلال كتاب الخزري أمكن تقديم مفهوما للدين عند اليهود بشكل مختلف ,فقد إستبدل اللاوي لفظ دت بلفظ دين كبداية , ثم قدم نص العهد القديم وكونه نصا منزل من السماء , ولم يعلل وجود نص التلمود كنتيجة للدراسات التفسيرية على مر القرون اللاحقة لتدوين العهد القديم , ضمن حواره مع ملك الخزر , فلم يستطع أن يربط بين نص العهد القديم وماجاء على لسان رجال الدين اليهودي , خاصة في مفهوم الإلوهية وتطور مسمى الإله واختلافه من عصر إلى عصر , إلى جانب التشريعات التي إختلفت بدورها في فترة معاصرة بني إسرائيل لنبي الله موسى عليه السلام واختلافها في فترة التدوين ومابعده . ومن خلال الكتاب تبين إختلاف في تسمية الإله الوارد في ثنايا العهد القديم والتلمود والعصور المتعاقبة , والذي استبدله اللاوي في كتابه بلفظ الجلالة , ولم يقدم تفسيرا لذلك . إلى جانب تعرضه للفلاسفة بشكل أظهر فيه الخلل الفكري لمفهوم الدين عند بعضهم , وعند حديثه عن الدين النصراني تعرض للمتناقض من التشريعات في العهد القديم والوارد في التشريع النصراني مع التذكير بأن النصارى يتبعون العهد القديم . وفي حديثه عن الإسلام قام بعرضه بشكل ينافي حقيقة الدين ويغالط مفهومه . ولم يستطع أن يخفي إرتباكه عند حديثه في عبادة العجل , وكيف خرج اليهود بعيدا عن مفهوم الدين التوحيدي إلى الوثنية . وقد توصل الباحث إلى نتائج من أهمها :- 1-تأثير اللغة العربية على اللغة العبرية فكريا ولغويا 2- أثر الفكر الإسلامي على رجال الدين اليهودي 3-مفهوم الإلوهية في فكر بني إسرائيل يختلف عنه في فكر اليهود 4- مفهوم دين بني إسرائيل يعتبر وحيا 5- مفهوم دين اليهود يعتبر تصورا عقليا مائلا , ظهر هذا من خلال الشروح التي تداخلت مع النص الأول للعهد القديم . 6- إستخدام الاوي لفظ الجلالة والأسماء الحسنى دون إشارة إلى أسماء الرب في الفكر اليهودي. 7- إختلاف تشريعات ديانة بني إسرائيل عن تشريعات الديانة اليهودية المصادر والمراجع العربية القرآن الكريم - أبو نصر الفارابي – كتاب الملة ونصوص أخرى – حققه :محسن مهدي – دار المشرق – بيروت 1991 ط 2 -ابن عذارى .أبو عبد الله بن محمد المراكشي - البيان المغرب في أخبار أهل الأندلس والمغرب تحقيق ومراجعة ج.س. كولان -و.إ ليفي بروفنسال -ج 2 - دار الثقافة –بيروت - ابن فضلان –أحمد بن عباس بن رشيد - رسالة بن فضلان –حققها د. سامي الدهان –مطبوعات المجمع العلمي العربي بدمشق –سوريا 1959 - آرثر كيستلر – القبيلة الثالثة عشرة ويهود اليوم –ترجمة أحمد نجيب هاشم – الهيئة العامة للكتاب --1991 - البكري أبو عبيد عبد الله بن عبد العزيز بن محمد . الممالك والمسالك. "الجزء الخاص بالأندلس وأوروبا " تحقيق عبد الرحمن الحجي. دار الإرشاد بيروت .1968 -الجرجاني –علي بن محمد بن علي - كتاب التعريفات –- مكتبة لبنان –بيروت –1985 - الغزالي – أبو حامد محمد الطوسي - كتاب تهافت الفلاسفة -- طبع على نفقة مصطفى البابي الحلبي وأخويه –مصر –بدون تاريخ - السموءل بن يحي بن عباس المغربي –بذل المجهود في أفحام اليهود – قدم له عبد الوهاب طويلة - -دار القلم دمشق –الدار الشامية بيروت 1989 - الفيروزبادي – أبو طاهر محمد بن يعقوب الشيرازي القاموس المحيط –ج4 – دار الفكر –بيروت – 1983 - خالد عبد الحليم عبد الرحيم السيوطي .دكتور - –الجدل الديني بين المسلمين وأهل الكتاب بالأندلس – دار قباء للطباعة والنشر والتوزيع –القاهرة-2001 - عبد المنعم الحفني. .دكتور - الموسوعة النقدية للفلسفة اليهودية . دار المسيرة –بيروت ، 1980م. - على عبد الواحد وافي. .دكتور - اليهودية واليهود , مكتبة غريب دار الهنا للطباعة القاهرة 1966 - عباس محمود العقاد – توحيد الأنبياء – دار الكتاب العربي – بيروت – 1970 - عبد الرازق قنديل .دكتور - الأثر العربي في تطور الشعر العبرى فى الأندلس - دار الثقافة العربية 1990. - عضد الدين الإيجي –الإلهيات والسمعيات من كتاب المواقف –مع شرح العلامة علي بن محمد الجرجاني – طبعة لبسيا – ألمانيا – 1916 - غنيمة يوسف رزق الله : نزهة المشتاق فى تاريخ يهود العراق - مطبعة الفرات العراق بغداد 1924 . - كتاب التوراة –باهتمام وأرث التاجر المشهور المرحوم نور الدين أقل عباد الله العلي يوسف علي دمجي –مطبع الصفدري 1321 هجرية – والذي تم العصور عليه في مكتبة المصطفى الإلكترونية - لطفي عبد البديع .دكتور - الإسلام في أسبانيا ، . مكتبة النهضة المصرية بالقاهرة ، 1958 - مجمع اللغة العربية – المعجم الفلسفي –ص 86 – الهيئة العامة لشئون المطابع الاميرية – 1983 - محمد بن عبد المنعم الحميري . الروض المعطار في خبر الأقطار . تحقيق إحسان عباس . .مؤسسة ناصر للثقافة . القاهرة .1980 . الطبعة الثانية - محمد السيد الجليند – قضية الإلوهية بين الدين والفلسفة مع تحقيق كتاب التوحيد لابن تيمية ––دار قباء – القاهرة -2001 - محمد ضياء الرحمن الأعظمي .دكتور - –دراسات في اليهودية والمسيحية وأديان الهند –ص234 –مطبعة الرشد ناشرون –المملكة العربية السعودية -2003 –طبعة ثانية - محمد كرد علي : غابر الأندلس وحاضرها ، المطبعة الرحمانية بمصر ، 1923 - محمد بن طاهر البيروني – العقائد الوثنية في الديانة النصرانية - تحقيق ودراسة د / محمد عبد الله الشرقاوي - دار عمران- بيروت -1993 - محمد خليفة حسن أحمد .دكتور - –علاقة الإسلام باليهودية –دار الثقافة والنشر –القاهرة 1988 - منى نظم- .دكتور - المسيح اليهودى ومفهوم السيادة الإسرائيلية - سلسلة ثقافية بعنوان نحن وهم دار الهلال 1986 - معجم البلدان –تحقيق فريد عبد العزيز الجندي – ج2 ––دار الكتب العلمية بيروت –لبنان -1990 - محمد عبد الله عنان .دكتور - دول الطوائف منذ قيامها حتي الفتح المرابطي . - لجنة التأليف والترجمة والنشر . القاهرة . 1960 ط1 عبد الوهاب المسيرى .دكتور - موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية ، المجلد الثالث دار الشروق - القاهرة -1999 . - محمد جلا محمد إدريس .دكتور - التأثير الإسلامى فى الفكر الدينى اليهودى . مطبعة أولاد عبده القاهرة 1992 المراجع العبرية - התנ''ך - אבינעם ילין - ספר אחיקר החכם – הוצאת מוריה דביר(ברלין-ירושלים)דפוס בית שמאי –שנת 1923 - אברהם שטאל : שירת ישראל בספרד , , הוצאת הקיבוץ המאוחד , משרד החינוך והתרבות , המחלקה לתרבות תורנית , 1974 - בנימין מנשה לוין –רבנן סבוראי ותלמודם – הוצאת אחיעבר –תל אביב –ירושלים – שנת תרצ''ו -דניאל שטענפעלד- ספר החקים והתקנות – אשר חקקה יתקנה לה הישיבה הקדושה - הוצא בעיר בראדשין – בשנת התרס''ה - דוד קאהן – הרצאות ומאמרים אברהם יגל יצחק ירנן –ברוקלין . נואיארק- שנת תש''ס - דוד.קויפמן:ר' יהודה הלוי - .מחקרים בספרות העברית בימי הבינים .מוסד הרב קוק .ירושלים. תשכ"ב - חיים שירמן : השירה העברית בספרד ובפרובאנס .כרך2. - הוצאת מוסד ביאליק , מהדורה שניה - ירושלים , דביר , תל-אביב , תשט"ו, הדפסה השלישית -יהודה הלוי - ספר הכוזרי – עם שני הבאורים המפורסמים : קול יהודה ואוצר נחמד –– בדפוס ר' יצחק גאלדמאן –ווארשא- ונדפס מחדש בישראל – בשנת תש'ט ------------- –ספר הכוזרי--הוצאת על יד דון צבי – ביאונוס איירוס (-התש''ג) ------------- - ספר הכוזרי. בהעתקתו של ר' יהודה אבן תבון .נערך על יד ד''ר 'א .ציפרינוביץ - הוצאת תושיה .ורשה 1911 -------------- –כתאב אלרד ואלדליל פי אלדין אלדליל(אלכתאב אלכזרי)-התקין הטקסט חגי בן שמאי- - - הוצאת ספרים ע''ש י''ל מאגנס האוניברסיטה העברית – ירושלים תשל''ז - משה בר''ש –ספר דת ודין –מלוקט מהספר הגדול יד החזקה להרמב"ם בדפוס של אדעססקי וויעססניקי – אדעססא -1888 - מ א. אשתור : קורות היהודים בספרד המוסלמית , - קרית – ספר , ירושלים -מרדכי חיים –אור תורה –חלק שני– במצות המחבר ובהוציאתו –לייפציג בשנת 1860 - ניר שוחט : סיפורה של גולה - פרקים בתולדות יהדות בבל לדורותיה - משרד החנוך והתרבות - ‎המרכז לשלוב מורשת המזרח , ירושלים , 1981 - נתן שמואל ישראלאוויטש – ספרות –הוצאת klausenburg -1924 - ספר דת ודין .מלוקט מספר יד החזקה לרמ''בם .עם ערות לרבי מושה בר''ש ..בדפוס ארעססא 1880 - שלמה בן- גבירול .ספר מקור חיים .תרגמו בפעם הראשונה מרומית ד''ר יעקב בלובשטיין–הוצאת בסיוע מוסד הרב- קוק.תל אביב.שנת תש''י دوائر المعارف العبرية :- - אוצר ישראל : אנציקלופדיה , חלק שביעי - מהדורה שלישית , לונדון , 1935 . - אוצר ישראל-אנציקלןפידיא-על יד : יהודה דוד אייזענשטיין- חלק רביעי- נויארק-1910 المراجع الأجنبية Sachar . Abrham Keon. Ahistory of the Jewish P. 169 Fifth Edtion New York1973. الحواشي عمار أحمد خلف قطب مفاهيم الدين بين الوحي والتصور الإنساني من خلال ( كتاب الخزري ليهودااللاوي) 529